رسالة اليوم

28/12/2016 - لاَ تَنْقُضْ العَهْدَ

-

-

بِإِدْخَالِكُمْ أَبْنَاءَ الْغَرِيبِ الْغُلْفَ الْقُلُوبِ الْغُلْفَ اللَّحْمِ لِيَكُونُوا فِي مَقْدِسِي, فَيُنَجِّسُوا بَيْتِي بِتَقْرِيبِكُمْ خُبْزِي الشَّحْمَ وَالدَّمَ. فَنَقَضُوا عَهْدِي فَوْقَ كُلِّ رَجَاسَاتِكُمْ (سفر حزقيال 44: 7).

أسَوأ شيءٍ قد يَفعلهُ شَخصٌ يَنْتمي إلى الله، هُو أن يَنْقُض عَهدَه مَعهُ. ومِن الغَريبِ، أنَّ هَذا يَحدثُ بِسببِ الخَطايَا التي يَرتكِبهَا المَسِيحي حَتى دُونِ عِلمٍ. أمَّا السَّعي لطَلبِ المُساعدةِ من الغَيرِ مَختونِي القَلب لنْ يَكونَ فيهَا أيَّةُ بركةٍ، فمن خلالِ ذلك يُنْقَض العَهدُ الأبَدي مَع الرَّب. لكِنْ إذا كُنا حَافظي هَذا العَهدِ، فَنحنُ مَحفوظِينَ، ولدِينَا الوعُودُ والحقّ في اِستخدامِ اسمِ يَسُوع؛ ولكِنْ، إن لمْ نَفعل، فَهجماتُ العَدوِّ سَتصلُ إلينَا بالتَأكيدِ.

يَضعُ المَسِيحيّ نَفسهُ في وضعٍ غِير مُلائمٍ أحَياناً، عِند عَدمِ اِحتِرامهِ لكَلامِ الله، حَتى لو أنّهُ يُصلّي ويَصُومُ ويَطلبُ الرَّبَ بِاستمرارٍ، فَعندمَا يَراهُ العَدوُّ خَارِجَ نِطاقِ النِّعْمةِ والحِمايةِ الإلهيةِ، يَنْتهزُ الفُرصةَ للهُجومِ عليهِ. والكَلمةُ تؤكدُ لنَا أن اللَّعْنَةَ لاَ تَأْتِي بِلاَ سَبَب ٍ (أمثال 2:26)، ولذلكَ، مِن الجَيّدِ أن تَتأكدَ مِن أنّكَ لا تَنْقُضْ عَهدَ الرَّبِّ.

طلبُ المُساعدةِ مِن الرَّبِ لأجل الَّذينَ لا يَخشونَه أمرٌ سيئٌ، لأنَّهُ يَنبغي أن نَطلبهَا فَقط للذِينَ يَخْشونهُ. وحِينمَا نَعلمُ أنَّهُ ثَمةَ أحدٌ ليْسَ أمِيناً مَعَ الرَّبِ، رُبمَا بسببِ عَدمِ تَحَمُّله الآلمَ مِن أجلِ مَحبةِ المَسِيحِ، بلّ بَالعَكس تَماماً، سَعياً وراءَ مَصالحِهِ الشَّخصيةِ.

نَحنُ نَخدمُ الرَّبَ حقاً، عِندما نَهتمُّ بِالأمَانةِ في الخِدمةِ، وعَدمُ فعلِ أيّ شيءٍ قدْ يَكونُ وصَمَةَ عَارٍ على خِدمةِ الرَّبِ، وذَلك بَتنفيذِ مَا يَأمُرنَا بِهِ الرَّب، والخُضوعُ لعَهدهِ. لأنَّ العَاصي سَيكونُ ضِدَّ الحِكْمةُ الْحَقِيقِيَّةُ، وبذلك، فَإنَّ غَمْراً سيُنَادِي غَمْراً عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ، كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ (مزمور 42: 7). أمَّا الأمانةَ نَحوَ الرُّوحِ القُدس، فهي شَرطٌ لا بُدَّ مِنهُ لِخدمةٍ مُباركةٍ.

والمَحفوظ هو منْ تَنطبقُ عَليهِ هَذهِ الشُّروطُ المَكتوبة في كَلمةِ الرَّبِ. فًكلُّ الوعُودِ حَقيقيَّةٌ لهُ، والرَّبُ الإلهُ يَحفظهُ بِقدرتِهِ، وعِندمَا يَستخدمُ اِسْمَ يَسوعَ، ضِدَّ أيّ شَرٍ، يَنتصِرُ عَليهِ بالتَأكيد، وبِلا اِستثناء: الذي يَنفصلُ عَنهُ ويَنْضمُّ للعُصَاة ويَبحثُ عنْ مَصَلحتِهِ الشَخْصيةِ، يَقعُ في نَفسِ الخَطأ، ويَتمرّدُ عَلى الحِكْمةِ الحَقيقيَّةِ (أمثال 18: 1).

فالذي يَضعُ نَفسهُ بَعيداً عَنْ عَهدِ الرَّبِّ، لا يَكونُ بَعيداً عَنْ عَملِ قُدرتهِ فحَسب، بلّ يَضعُ نَفسهُ أيَضاً في مَجالِ عَملِ الشَّرِّيرِ. وكَيفَ نَستطيعُ أن نَقِفَ أمَام المُعلّمِ إذا كَانت أعَمالُنَا شِرِّيرةً؟

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز