رسالة اليوم

05/07/2023 - كم نحبُّ الربَّ؟

-

-

مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ، لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيرًا. وَالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً». لوقا47:7


إنَّ الذي يظنُّ أنَّه يستطيع أن يخدعَ الربَّ، يرتكب أسوأ خطأ في حياته، لأنَّه تامٌّ وكاملٌ من جميع النَّواحي. حتى قبل أن يبتكر المرءُ خطة لتغطية الحقيقة أو الكذِب، فإنَّ الله يعرف بالفعل ما هو آتٍ. فالأفضل بكثيرٍ أن تكون صادقًا وتتوبَ عن معاصيك. لذلك اطلبْ من الآب أن يعطيكَ موهبة التَّوبة واتبع توجيهاتِه.

يستخدم الشَّيطان النَّاسَ في عدَّة أنواع من الأخطاء. البعضُ قد فعلوا فظائع بسببِ سلوكِهم الخاطئ. من ناحية أخرى، عندما يشعرون بلمسة العليّ ويتوبون، يصبحون شاكرين له. والدَّليل على حصولِهم على المغفرة يتَّضح من خلال المحبَّة التي يظهرونها مرَّة أخرى لله العليّ. حتى لو كان النَّدم على فعلِ الشَّر عظيمًا، فإنّ فرحَ الربِّ في قلوبِهم يقودهم إلى دموع الامتنان.

يخطئ الإنسان بسبب أفعالهِ وكلماتهِ وأفكارهِ، وبالتَّالي يقع في قبضةِ الشَّيطان، ما لم يتُب ويعترف ويطلب المغفرة. وكلُّ من لا يُعلن التَّوبة لا يمتنع عن فعل الخطية، وهو بذلك تحت سلطان الشِّرير. لذلك على الرُّغم من أنّه قد يصلّي ويصرخ طلباً للمساعدة الإلهيَّة، لكنَّ قبضة العدوِّ ستستمرُّ في ثقلها عليهم. وحدها المغفرة تنقذهم من سلطان الشِّيطانِ.

حتى بعض الرِّجال مِثل داود، الذي قالَ الربُّ عنه أنّه حسبَ قلبه، ارتكبَ أخطاءً. ولكن بعد أن اعترفَ وحصلَ على المغفرة، عادَ إلى الشَّركة مع العليِّ. في الواقع، غفران الله يبرِّر الإنسان من أفعاله الشِّريرة. ولكنَّ الذين يُخفون خطاياهم ويتصرَّفون وكأنَّ شيئًا لم يحدث يخدعون أنفسَهم. لا بدَّ من اتِّباع طريقِ التَّوبة من أجلِ نوال الغفرانِ.

عرفَ الجميعُ المرأة التي دخلتْ بيتَ سِمعان. بالنِّسبة للفرِّيسي، لم يلاحظ يسوعُ أنَّها عاشت في الخطيئة. ومع ذلك، فإنَّ ماضيها لم يختفِ عن أعين السَّيد، ولا ماضي أيِّ شخصٍ آخر. عرف المسيحُ المبدأ الإلهي: غُفِرتْ خطاياها الكثيرة لأنَّها أحبَّتْ كثيراً (لوقا47:7). لذلك تركها تغسلُ قدميه بدموعها وتجفّف قدميه بشعرها.

كان الدَّرسُ الذي أعطاهُ يسوعُ لسمعان أعظم ممَّا كان يتخيَّله. لم يعرف المسيحُ ماضيها الحزين فحَسبْ، بل عرف أيضًا القرار الذي اتَّخذته في قلبها. الآن شعرَ الفرِّيسي أنّه ينبغي أن يغسل قدمي السَّيد، لكنَّه لم يفعل ذلك. أرادَ أن يحييه بالقبلة المقدَّسة، لكنَّه تجاهل لمسَة الرُّوح القدس. لكنَّه أدان المرأة. وعندما شرحَ الربُّ له كلَّ شيء، تعلَّمَ درسًا لن ينساه أبدًا.

لا يهم نوعُ الشَّخص الذي أنتَ عليه، ولكن ما ستكون عليه بعد أن تلتقي بابن الله وتنال بركتِه. اليوم الربّ يدعو الخطاة للتَّوبة. لذلك يُمكن للجميع وينبغي أن يذهبوا إليه، لأنَّه رحيم ومستعدٌّ للمغفرة. ستظهر علامة أنّك نلتَ المغفرة كلَّما أحببته أكثر.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز