إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُك (إشعياء 43: 2).

لا يُوجد شيءٌ لمْ يُكتَب في الإنْجيل، وهَذه الآية تُعلنُ أنَّ الله مَعنَا، وفيهِ الكِفايةُ، والخُلاصة إن كَان الله مَعنا لنْ نُغْلَب أبداً.

ليَستمعَ الآن، كُلّ الذين يَنتمونَ إلى عَائلة الرَّبِ: ليْس هُناك أي خَوفٍ مِن أي هُجومٍ للشَّيْطانِ عَليكَ! وعِندما تَشعرُ أنَّ العَدوَّ يُهدِّدُ حَياتكَ بالخَطرِ، كُلّ مَا عَليكَ فِعلهُ هو أن تَتذكرَ أنّ الرَّبَ مَعكَ، وتَنْتهر أي اِعتداءاتٍ شَّيْطانيةٍ ضِدَّكَ، دُونَ خَوفٍ وبِكلِّ قُوتكَ وتَتغلبَ عَليهَا كُلهَا باسمِ رَبنَا يَسُوعَ. فبَالنِّسبةِ لمن يقفُ الرَّبُ بِجانبِهم، مِنَ المُستحيلِ أن يَخسروا أيّ مَعركةٍ على الإطلاقِ. وأفضلُ مِثالاً لذلك الشُّبان العِبرانِيّون الثَلاثة "شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو" قَدْ كَانت تَجْربَتهم قَويّةٌ لأثبَاتِ أمَانةِ الله تِجاهَ أولادِهِ (دانيال 3)، تَماماً كما حَدث مَعَ النَبي دَانِيال الَّذي جَرّبَ أيضاً حَقيقةَ هَذا الوَعد فِي جُبِّ الأُسُودِ (دانيال6). لِذلكَ، الآن هُو دُورنَا لنُظهِرَ للجَميعِ أننا نَثِقُ حَقاً في الكِتابِ المُقدسِ.

أينما تَذهبُ ومَهما تُقابلك الصِّعابٍ، تَذكر أنَّ الله يُدافعُ عَنْكَ، وهَذا يَعني أنَّك لسْتَ وحْدك! لكِنْ، إن لمْ تَهتمَّ بِما يَعِدُكَ بهِ الرَّبُ القَديرُ، سَوف تُكافحُ وحَدكَ - وتَزدادُ حَالتكَ سُوءًا. لأنّهُ بِدونِ وجُودِهِ بِجانبكَ، يَستحيلُ أن تَنتصرَ على أعدائِك، حَتى لو كَانَ أضْعفُ شَّيْطان فهو يَستطيعُ أن يَهزمَ مَن لا يَطلبُ المَعونةَ الإلهيةَ.

تَذكّرْ أنَّ الرَّبَ أعْلنَ أنَّهُ سَوف يَكونُ مَعنا دَائماً، وأن جَميعَ وعُودِهَ سَيُنفّذهَا. فَبالإيمانِ بِكلمتهِ سَارَ أولِئكَ الغُلمان الثَلاثَة إلى أتُونِ النَارِ المُتّقدةِ التي أعَدهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، وهَكذا أيَضاً ذَهبَ دَانِيال بِالرّأسٍ مَرْفوعةً إلى جُبِّ الأُسُودِ. فَكانوا بِلا خَوفٍ، لأنَهم آمَنوا بِأنَ الرَّبَ سَيمنحُهم النَّصرَ.

وإِن جَاءَ دُوركَ لتُبرهِنَ إن كُنتَ تَثِقُ بَالرَّبِ الإلهِ أم لا، فَلا تُخْزي الرَّبَ إلهكَ. وتَقدَّم ثَابِتاً، واثِقاً أنَكَ مَعهُ سَوفَ تَتغلّب عَلى أيّ تَجربةٍ تَخُوضها. فمَنْ يَتَّكلُ على كَلمةِ الرَّبِ، سَيعرفُ مَكانَتهُ في المَسيحِ، ويَنطلقُ إلى أيّ مَعركةٍ، دُونَ خَوفٍ وهو عَالمٌ أنَّهُ سوفَ يَرجعُ مُنتصراً، أليْسَ كَذلك؟ فَتذكَّرْ أنَّ الآبَ مَعكَ خِلالَ التَّجاربِ.

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز