رسالة اليوم

26/06/2023 - الخدمة البَسيطة لصبِّ الماءِ

-

-

فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: «أَلَيْسَ هُنَا نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ الرَّبَّ بِهِ؟» فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «هُنَا أَلِيشَعُ بْنُ شَافَاطَ الَّذِي كَانَ يَصُبُّ مَاءً عَلَى يَدَيْ إِيلِيَّا». ملوك الثاني11:3


سمحَ يهوشافاط، ملكُ يهوذا، لأسرتهِ بالاتِّحاد مع أسرةِ أخآب، فتزوَّجَ ابنُه يهورام عَثليا، ابنة أخآب وإيزابل. لو كان قد أطاع الكلمة، لَما عانت عائلته بسبب هذا الإرتباط. أولئك الغير يقظين اليوم سيبكون بمرارةٍ غداً. فالربُّ ليس ضدَّ سعادتِنا، لكنَّه يهتمّ بشعبهِ.

العلاقة أو المُجتمع الذي لا يتشكَّل وِفقًا للإرادة الإلهيَّة يُمكن أن يسبِّب العديدَ من المَشاكل. الإرشادُ الكتابي هو أنّه يجب علينا أن نصلِّي ونسهرَ. فلا يجب أن نزدري بهذا التَّوجيه، بل العمل بهِ كدليلٍ على أنَّنا نحبُّ الله. كلُّ من لا يحترم الكلمة يفتَح أمامه بابَ أعمالِ العدوِّ المؤلمة دائمًا. وهكذا قتلتْ عثليا، كنَّة يهوشافاط، جميعَ أحفادِها من أجلِ البقاء على العرشِ.

عندما تولَّى يهورام مملكة إسرائيل، بعد موتِ والدهِ أخآب، لم يُظهر الكثيرَ من التَّغيير. لقد أزالَ تمثالَ البَعلِ، لكنَّه لصِقَ بخطايا يربعام بن نَباط. كان يجب أن ينتبه إلى خطايا الملوك السَّابقين وأن يعيدَ النَّاس إلى خدمةِ الله الحقيقي. فالذي يرجعَ إلى الربّ، يجبُ أن يفعلَ ذلك من كلِّ قلبهِ، ولا يجب أن يخدمَ مكائدَ الشَّيطان فيما بَعد.

رأى يهورام أنَّ الموآبيين قد تمرَّدوا على مملكتِه، فطلبَ من يهوشافاط أن يحاربَ بجانبه ميشَع ملك موآب. فقرَّرَ ملكُ يهوذا مساعدته مباشرةً. وبعدَ أن ساروا مدّة سبعة أيّامٍ دون ماء، توجّه يهورام بإلقاء اللَّوم على الله، قائلاً إنَّ يدَه دفعتْ يهوشافاط وملكَ أدوم إلى هذا الوَضع العَسِر. لكنَّه كانَ مُخطئاً.

عندما وجَدوا أنفسَهم في ورطةٍ، سألَ يهوشافاط عن نبيٍّ للربّ في ذلك المكان ليسأله! فسمِع أنَّ هناكَ شخصًا كان يصبُّ الماءَ على أيدي إيليَّا. فعلِمَ يهوشافاط أنَّ هذا الرَّجل لديه كلمة الربّ. لم يكنْ أليشع شخصاً هامّاً بالنِّسبة ليهورام. لكنَه كان كذلك بالنِّسبة ليهوشافاط، إذ أنَّ أليشع يقومُ بخدمة الربّ وكلامه في فمهٍ.

أدركَ يهوشافاط أنّ أليشَع رجلُ الله طالما أنّه خدمَ إيليَّا بتواضعٍ. لقد أثبتَ أنَّه تلميذٌ جيّد في مدرسةِ روحِ الربّ. لذلك لا تعارض اتِّجاه العَملِ الإلهيّ أبداً، لأنّك كلَّما كنتَ طائعاً، ستجدك البركة في المُستقبلِ.

يجبُ على كلِّ من يَعمل كمُرسلٍ لله ألَّا يرفضَ أيَّة خدمةٍ تُعرَض عليه، سواءً كانتْ صغيرةً أو هامَّة جدًّا. لدى الله طريقته الخاصَّة في اختبارك وقيادتك للتَّعلم مع الَّذين يسيرون في الاتِّجاه الصَّحيح. وهكذا عندما يحينُ الوقتُ المُناسب، ستكون لديك الشُّروط المُناسبة لتحقيقِ ما أعدَّه لكَ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز