رسالة اليوم

25/06/2023 - وانقضى الوقت...

-

-

وَشَاخَ يَشُوعُ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «أَنْتَ قَدْ شِخْتَ. تَقَدَّمْتَ فِي الأَيَّامِ. وَقَدْ بَقِيَتْ أَرْضٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا لِلامْتِلاَكِ (يشوع1:13)


كانت كلمة قاسية قالَها الربُّ ليشوع. وبالتَّأكيد لم يكنْ ذلك خطأ من الله. سيكونُ أمراً نافعاً أن يوبِّخنا اللهُ دائمًا. فلا نعيش مُعتقدين أنَّ كلَّ شيءٍ على ما يُرام. سيكونُ الأمرُ مُحزنًا جدًّا إذا وصَلنا إلى اليوم العَظيم باستغرابٍ وخِزيٍ. أو إذا اكتشفنا أنَّنا لم نقوم بواجبنا، وبالتَّالي سمِعنا من السَّيد أنَّنا خدامٌ سيِّئين ومُهملين، وتمَّ إرسالنا إلى العقاب الأبدي.

قالَ العليُّ أنَّ أحدَاً لن يقفَ أمام يشوع. ولكن لسببٍ ما، تأخَّر هذا القصدُ، وفي تلك اللحظة، كان خليفة موسى عجوزًا ومستعدًّا للأبديَّة. لقد سمِع أنَّه لا يزال هناك الكثير من الأراضي التي يجب تحريرَها. من المُحتمل أن يحدثَ الشَّيء نفسه مع الكثيرين الذين كانوا سعداء بالأشياء الصَّغيرة وما زالوا لا يفهمون ما يريده الله منهم.

أخبرَ الربُّ يشوع أنَّه سيكون معه كما كان مع موسى. وهكذا ماذا سيحتاج؟ لقد منحَ الله ذاتَ الوعدِ لنا عندما قال إنَّنا سنفعل نفس الأعمال التي قامَ بها يسوع. ولكن للأسف، لم نؤمن بهذه الكلمات، وبالتَّالي عانينا من العديد من الهزائم في الصَّلاة. بالنِّسبة للمسيحي، يجب أن يكون من الطبيعي استخدام القوَّة الإلهيَّة لشفاء المرضى وتحرير المظلومين، تمامًا كما كان الحالُ مع المَسيح.

يجبُ أن تفحصَ نفسَك وتتحقَّق ممَّا إذا كنتَ قد فعلتَ كلَّ ما أمرَ به أم أنك سمَحتَ للشِّرير أن يملأ نفسَك بالمقترحات. الشَّيطان يعرف كيف يقودُ المتقلّبين. لا تبدو اقتراحات العدوُّ شرِّيرة على الدَّوام. بل إنّ بعضها يقود القدِّيسين إلى الاعتقاد أنَّها جاءت من الله. ولكِن كلَّ ما يناقض الكلمة ليس له علاقة بالربّ- إنَّه آتٍ من الشّيطان.

بالتَّأكيد، كان من المُمكن القيام بالكثيرِ من الأعمال لو لم تسمح لغرور الغنى بالدُّخولِ إلى قلبك، واهتمامات الحياة أن تشغل عقلك، والطُّموحات الدّنيوية أن تملأ عينيك. هذه حِيلٌ يصنعها العدوُّ لتضليل المُخلّصين حتى لا يؤدّوا واجبَهم ويسيروا وراء ما هو دنيويٌّ وعابرٌ.

سوفَ يتمجَّد ملكوتُ الله كثيرًا بالمشاركة الفعَّالة للمُخلَّصين! إذا أولوا مزيدًا من الاهتمام لِما رأوه، فسوف يلاحظون أنَّه من البَسيط والسَّهل طاعة قصدِ الربِّ. ولكن بما أنَّ البعضَ يستمِعُ إلى الآخرين وليس إلى الله، فسيتم إدانتهم وسيقضون الأبديَّة في الجحيم. من الضَّروري أن تتوقّف وتفحصَ ما قمتَ به حتى لا تهلك إلى الأبدِ.

حلِّل كلَّ ما أعطاك الله أو أظهرَه لك، وكرِّس نفسَك له وحقِّق هدفك. بعد ذلك إضافة إلى إرضاءِ الواحدِ الذي اختارك لجيش خدّامهِ، ستكتشف أيضًا أنَّه صالحٌ ومكافِئٌ. وأجرُك سيكونُ على قدرِ طاعتكَ (لوقا38:6).


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز