رسالة اليوم

26/12/2016 - قِصَّةُ القُسَاةِ

-

-

لأَنَّهُمْ يَطْعَمُونَ خُبْزَ الشَّرِّ وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الظُّلْمِ. (أمثال 4: 17).

يَبعدُ الأشَخَاصُ القُسَاةُ خُطوةً واحدةً عنْ الأشَرارِ، لأنَّ الشَّيطان يُسيطرُ عَليهُم بَالكاملِ ويَستخدِمُهُم. أولئِكَ الذينَ يَتبعونَ الشَّيْطانَ في مُخَططاتهِ، ورُغمَ أنَّ الرِّحلةَ صَعبةٌ معهُ، ولكِنهم يَشعرونَ بِالمتعةِ في الِقيامِ بالأعَمالِ الوحْشيةِ. فهُم ليْسوا عَبيداً لمَملكةِ الشَّيْطانِ فَحَسب: لكنَّهُ يُغذِيهم أيْضاً. فالأشرارُ الَّذينَ لا يَرحَمونَ أحداً، يَأكلونَ خُبْزَ الشَّرِّ وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الظُّلْم، ويَحصلونَ على قُوَّتِهم مِنَ الشَّر، ولِهذا السَّبب يُصبحونَ خَطراً عَلى المُجتمعِ. ومَع ذَلك، فإنَّ أولِئكَ الَّذينَ يَتمُّ تَصنيفهُم إمَّا أشراراً أو قُسَاةً، يُمكنهُم الرُّجوعُ إلى إنْجيلِ يَسوعَ، عَلى أن يَقومَ أخٌ مَسيحي ويَستخدمُ قوّةً مِنَ الله ويَكسِرَ كُلَّ قِيودِ الظُلمةِ عَليهِمْ.

الكائنُ القَاسي لا يَعني أكثرَ مِن أنَّه ذو قَلبٍ شِرّيرٍ. فَالطّبيعةُ القَاسيةُ لا تَعرفُ الصِّفاتَ الطَّيّبةَ: فهُم يَشعرونَ بالسُّرورِ عِندمَا يَسبّبوا الألمَ والمعاناةَ للآخرين وللأبرياء. وفِعلُ مَا يُريدهُ الشَّيْطانُ مِنهُم، بَالنِّسبةِ لهم هذا شَيءٌ طَبيعي، وعِبارةُ الشَّفقةِ ليْسَت في قَامُوسِهم. وبِمَا أنَّهُ خَادمٌ لإمبرَاطوريةِ الظُّلمةِ، فهو يَسعى لتنفيذِ خُطَطَ الشَّيْطانِ، والسَّببَ في ذَلِكَ أنَّ ضَميرَهُ قدْ إنحَرفَ وتحَجَّر. فابتعِد عَنْ هَؤلاءِ الأشَخاصِ ولا تتأسَّف، لأنَّهُم كَالوحوشِ في الغَابةِ، يَعملونَ الخَطأ بِشكلٍ غَريزي. وفي مُعظمِ الحَالاتِ، يَندهشونَ مِن سَذاجَتِنا عِندما نُحاولُ مُساعدَتِهم.

هَكذا كَما أنَّ عَبيدَ الله يَتغذَّونَ مِنهُ، هَكذا القُسَاةُ يُغذِّيهم العَدوَّ، فيَتشَدّدون بَالخطأ ويَسْكرونَ بالأعمالِ الشَّيْطانيةِ التي يَقومُونَ بِتنفيذِهَا. فَغايةُ هَؤلاءِ الأشَخاصِ هُو تنفيذُ مَشيئةِ إبليس.

أمَّا المَجموعةُ الأخرى، فهي الأشَرارُ. وبَالرُّغمِ مِن أنَّهُم لا يَذهبون بَعيداً في الخَطأ، إلّا أنّهُم يَشتركونَ في الأعَمالِ الشِريرة وقَتلِ النَاسِ أيضاً، والسَّرقةِ والتَخلّصِ من البَشريةِ (يوحنا 10:10). فالأشخَاصُ الأشَرار لهُم القدرةَ أن يسبِّبوا الألم لمَنْ يُحبونَهم. فهُم يَكذبونَ، ويَخدعونَ، يَخونونَ ويُسيئون إلى مَنْ لمْ يَفعلُ لهُم شَرّاً إطلاقاً. بَالإضافةِ إلى ذلك، هُم مُحبينَ لذَواتِهم (أنانيين)، يَحقِدونَ على كُلِّ إنسانٍ نَاجحٍ وجَميل، بَالنِّسبةِ لهم، لا أحَدَ يَستحقُ العَنَاءَ.

والَّذينَ يَنتمونَ لِهذهِ الجَماعَات يَأكلون خُبْزَ الشَّرِّ وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الظُّلْمِ، ويَزدادونَ سُوءاً لأنَّهُم لا يَتُوبونَ عَنْ الشَرِ، وهُم لا يَستمتعونَ بَالحياةِ، وليْسَ لهُم أصدقاءٌ، ودَائماً يَتّهمونَ الآخَرينَ بَالمسؤوليةِ عَنْ سُوءِ حَظِّهم. ولكي يَتَحوّلَ واحدٌ مِن هَؤلاءِ الأشَخاصِ، يَجبُ عَلى خَادِمِ الرَّبِ أن يَتواصلُ مَعهُ بَالكاملِ، ثُم بَعدَ ذَلكَ يَكونُ قَادرٌ على اِستِخدامِ القُوّةِ التي في اسمِ الرَّبِ لكَسْرِ هَذا النَّوعِ مِنْ عُبوديةِ إبْليسَ.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز