وَحَدَثَ لَمَّا كَانَ يَشُوعُ عِنْدَ أَرِيحَا أَنَّهُ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ، وَإِذَا بِرَجُل وَاقِفٍ قُبَالَتَهُ، وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ بِيَدِهِ. فَسَارَ يَشُوعُ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ لَنَا أَنْتَ أَوْ لأَعدَائِنَا؟» (يشوع13:5)

كان خروجُ الإسرائيليين من مِصر عملُ يدي الله، وخطة كاملة من جميع النَّواحي. وبنفس الطريقة، فإنَّ خلاصنا من ملكوت الظلام هوَ عملٌ مثاليٌّ أيضًا، لكنَّه تمَّ بشكلٍ فردي. في يوم من الأيام، في الأبدية، سنرى كم أحبَّنا اللهُ وحَفظ حياتنا حتى عندما كنَّا في الخطيئة. في اللَّحظة المُناسبة، بعد أن انتظر الربُّ قرارنا، سرَّتْ كلمة "نعم" قلبَهُ.

توقّفَ العُصاة في منتصفِ الطريق، لأنَّهم لطَّخوا الأرضَ بمخاوفِهم وذنوبهم. بنفس الطريقة اليوم، أولئك الَّذين لا يُطيعون التَّعاليم الإلهيَّة لن يَرثوا ملكوت الله. والآن بما أنَّهم ملوَّثون بالدَّعارة الرُّوحية، بالأفعال الجسديّة والعقليّة والنفسيَّة، فسيتمّ استبعادهم من كنعان السَّماوية. ولن يتمَّ قبولهم في ملكوت القداسة. ارحم يا ربّ!

لم يكن موسى متيقظًا وقد أخطأ بسببِ غضبه، ولم يقدِّس الربَّ أمام الشَّعب. بسبب هذا الموقف، لم يُسمح له بوضع قدميه على أرض المَوعد. الآن يشوع، مساعده، أصبح قائدًا مسؤولاً ليُدخِلَ الإسرائيليين إلى كنعان. وبما أنَّ الربَّ قال إنَّه سيكون مع يشوع كما كان مع موسى، يجب أن نتعزَّى أيضًا، لأنَّه سيكون معنا كما كان مع يسوع. هللويا!

كانت أريحا في مقدّمة الأماكن التي يجب أن يدخل إليها الإسرائيليُّون كأرض المواعيد. كانت مدينة ذات أسوار عالية ومسلَّحة بقوَّة. بدا هذا وكأنَّه إعلانٌ من الجحيم بأنَّ بني إسرائيل يجب ألَّا يعبروا إلى هناك. إذا كان هناك أيُّ شيء يمنعك من تولّي مكانتك في المَسيح، فلا تهتمّ به، لأنَّ كلَّ ما قاله الربُّ في كلمته سوف يتحقَّق.

اقتربَ يشوعُ من مدخل المدينة. كان هذا بالتَّأكيد بحسبِ المشيئة الإلهيَّة. رفعَ عينيه ونظر عندما وصلَ إلى هناك. ثمَّ رأى شخصًا لا يشبه أحداً من شعبهِ، فسأله غيرَ خائفٍ، من أنت؟ لأنَّه إذا كان ينتمي لأعدائه، فسيبدأ القتال في ذلك الوقت. كُنْ مستعدّاً دائمًا لاستخدام السُّلطة التي مُنِحت لك من كلمة الله، ولا تخفْ من أيِّ شيءٍ أبداً.

فلما سمِعَ أنَّ هذا الرَّجل هو رئيس جندِ الربّ انحنى أمامه وسَجَد له لأنَّه كان مخلِّصنا قبل أن يتجسَّد بهيئةِ إنسانٍ. وهكذا، استمَعَ إلى الارشاد الذي يجب أن يتبعه حتى يكون ناجحًا. الآن، كان أمام الذي سيكون قائداً له ويقوده إلى النَّصر. الكلمة التي يُرسلها الربُّ لك يجب أن تُرشد حياتك؛ لذلك استسلِم لها وعندما تسمعَها ثِقْ أنَّ نصرك قد جاءَ. آمين

كل كلمة من كلمات الله لها القدرة على تحقيق ما وَعَد به. لن تعود فارغةً بأيِّ حالٍ من الأحوال، دونَ إنجاز ما أمرَ به. انتبِه لِما قاله الربُّ لك ولم تصدِّقه. تُبْ وحقِّق ذلك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز