رسالة اليوم

17/06/2023 - إلهُ العَجائبِ

-

-

فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟». (خروج3:3)


بدأت قصَّة موسى قبل لِقاء والديه وقبلَ زواجِهم. إذ أعدَّ اللهُ الخلاصَ لبني إسرائيل منذ نزول إبراهيم إلى مِصر، عندما أعلنَ الربُّ أنَّ ذرَّيته سوف يُستعبَدون وسيظلّون في أرض فرعون لمدَّة 400 عام. حدث كلُّ شيء بالضَّبط كما قال الله. ماذا لديهِ لك؟ أمرٌ حسَنٌ أن تسأله.

جاءَ وقتُ الخلاص، وكلَّمَ الربُّ موسى من خلالِ العلَّيقة المُشتعلة، وأنَّه سيكون المُنقذ العظيم للشَّعب. لا شكَّ أنَّ كلَّ من وجدَ يسوع وخلاصَه هو جزءٌ من الشَّعب الذي أعدَّهُ العليُّ ليفعل مشيئته. لا ترفض أبدًا تحقيق الأغراض الإلهيَّة، وإلَّا ستجد نفسكَ مساعداً للشَّيطان.

كلُّ من يدعوه الآبُ السَّماوي يجب أن يكونَ مطيعًا. لا شكَّ أنَّ الربَّ عرفكَ قبلَ ولادتك وأعدَّك لتكون أداةً بين يديه. ولكن كم سيكون حزنُ العليّ والأشخاص الذين أعدَّهم إذا رفضوا الدَّعوة الإلهيَّة- مثل أولئك المدعوّين إلى العُرس (متى22: 2-8) - بسبب الالتزامات المادية! ماذا سيحدث لهم يوم الدَّينونة؟

فعلَ الشَّيطانُ كلَّ ما في وسعِه لإحباط خطّة الله، مستعينًا بأناسٍ كثيرين لهذا الغرض. ورغم ذلك سادت خطّة الله، وجاء المخلِّص وحقّقَ إرادته بالكامل. لذلك يُمكنه الآن أن يخلِّص كل من يقترب إليهِ. أصدرَ فرعون مرسوماً يقضي بقتل كلِّ طفلٍ عِبراني. ولكنَّ أمرَ الشِّرير لا ينجح مع الّذين لديهم دعوة الربّ.

كُنْ حذراً! لا تصبح مساعدًا للشَّيطان، فيصبح الخلاصُ عسِراً على الضَّال وبالتالي تقوده همومُ الحياة، وغرور الغنى، وشهوات العالَم. إنَّ العدوَّ ثابت في هدفِه المتمثّل بإيقاع خدّام الله في الخطيئة، ليتركوا خدمتهم بُغية الحصول على الثَّروة، وشُغل المناصب السِّياسيَّة، والعيش دون زواج، معتقدين أنَّ ذلك عملٌ ضروريٌّ من أجلِ سعادتِهم.

سمِعَ موسى صوتَ الربّ موضِّحاً له ما يجب أن يفعله لإنقاذ الشَّعب العبراني من مِصر عندما رأى موسى العلَّيقة. المُشتعلة. وإذ استسلمَ للربّ كي يستخدمَه، تمَّ تحريرُ جميع بني إسرائيل من يدِ فرعون. يجب أن يكونَ كلُّ ما يظهره الله لك بشأن خطَّته الفدائية هو هدفُ حياتك من الآن فصاعدًا؛ لا يهم ما تفعله اليومَ. لا يوجد شيء أفضل من العَمل برفقة الربِّ.

أطِع وتمِّم أوامر العليِّ، لأنَّ الفرحَ الأبدي لكثيرٍ من النَّاس يعتمد على القرار الّذي سوف تتَّخذه. إرشادُ الربِّ هو: لا تحبُّوا العالم ولا أشياء هذا العالم. كي تبقى محبَّة الآبِ فينا. لهذا لا يُمكننا أن نخيّب حُسن ظنِّه فينا.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز