وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ. (أفسس13:2)

من أعظم البركات التي يمنحك إيّاها الخلاصُ هي أن تكون في يسوع. يحدث هذا من خلالِ الفهم الذي نتلقّاه عندما نقرأ كلمة الله. وعندما نؤمن ندخل في هذا العالم الخاصّ والقوي. أن نكون في المسيح يعني أن تكون لنا شركة مع العليِّ. وبالتَّالي لن يسيطرَ علينا شرٌّ. يواجه مشاكل كثيرة كلُّ من لا يتمتَّع بشركة مع الربّ.

أولئك الذين لا يتعلَّمون من الكلمة أو لا يدافعون عن حقوقهم الرُّوحية يتعرَّضون لخسارة كبيرة. عندما يحتاجون إلى مساعدة سماويَّة، فإنَّهم لا يعرفون حتى كيف يصلّون كما ينبغي. ينعكس عدم وجود علاقة حارَّة مع الآب في السُّلوك الحزين لأولئك الذين لا يعرفون ميراثَهم في الله. من ناحيةٍ أخرى، إذا عشنا فيه، يكونُ لدينا مظهرٌ متواضعٌ ووديعٌ ومقدَّسٌ ومنتصرٌ.

يقرّبنا الإنجيلُ من الملكوت. في المَسيح، نقترب من الآب وندخل في حظيرة البركات السَّماوية المعدَّة لنا. هذا هو المكان الذي نحتاج أن نكون فيه جميعًا. ليس من الضَّروري أن نتوسَّل للآب كي يفي بوعوده عندما تأتي المَسحة. فعدم احتلالك لمكانتك في المسيح يتركك عقيماً وخاملاً في الإيمانِ.

الأعمالُ الدِّينية، بما في ذلك تلك التي تُمارس في الإنجيل، لا تقرِّبنا من الله. كما أنَّ قضاء ساعاتٍ طويلة في الصَّلاة لا يجعلنا أقرب إلى الربّ. ولكن إذا انتبهنا لِما يقوله، فسنكون قريبين منه. عندما نفي بأوامره، نكتشف أنَّه يتصرَّف أمامنا مباشرة. كلُّ من بقي بعيدًا عنه يصبح قريبًا مع العدوّ.

لا يهمّ كم يسعى الإنسانُ لإرضاء الله والانفصال عن الشِّيطان. إنَّ موقف الإنسان لا يؤدي إلى الصَّلاح الإلهي، حتى لو كانت المحاولة جادّة كثيراً لإرضاء العليّ. الطريقة الوحيدة لقوَّة الله التي تتمِّم رسالته هي عندما نستمع إلى كلمته. إذا أغلقَ أحدٌ ما أذنيه عن سماع الحقيقة، فهو ينفتح تلقائياً على الأكاذيب والعديد من المشاكل، وبالتالي على الشَّيطان.

جلبتْ تضحية يسوع لنا بركاتٍ كثيرة. واحدة منها هي تطهيرُ ذنوبنا. بعد ذلك، لا يوجد شيء آخر يُمكن أن يفصِلنا عن الربّ إلَّا نقص الفهم. علاوةً على ذلك، فإنَّ الفداء جعلنا أقرب إليه، وبالتالي، سوف يعمل لصالِحنا. لذلك لن يكون هناك من يهدِّدنا أو يبقينا تحت سيطرته، لأنَّنا نمتلكُ سلطانًا على أعمال الظلمة.

نحن نعيشُ في شركةٍ معه إذا كنَّا قريبين من الربِّ. وإلَّا سنبقى وحيدين. إذن ماذا يجب أن نفعلَ؟ يجب أن نستمع فقط لتوجيهاته من أجل إرضائِه، وعندها لن نُهزَم. مادام دم يسوع قد قرَّبنا من الآب، فلماذا نبقى بعيدين عنه؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز