رسالة اليوم

04/06/2023 - الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ

-

-

فَقُلْتُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَعْلَمُ». فَقَالَ لِي: «هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ (رؤيا يوحنا14:7)


حذَّرنا يسوعُ قائلاً أنَّنا سنواجهُ ضيقاتٍ في العالم. لذا لا ينبغي أن نستغربَ إزاء ذلك عند مواجهةِ أيَّة مِحنةٍ كما في الماضي. لا يفكِّر النَّاس في الوقت الحاضر إلَّا في أنفسِهم، ولا يهتمُّون بالأصدقاء والأقارب الَّذين سيهلكون إلى الأبد. تأمَّل في هذا السُّؤال: ماذا فعلتَ لهم ليجدوا الخلاص ويتركوا الطَّريق الشِّرير ويُصبحوا جزءًا من عائلة الله؟

الأحداثُ التي تسبق عودةَ الربّ ستكون خطيرة وستأتي على الجميع، إذ تقترب الأحداث من النِّهاية. فالَّذين يقرؤون سِفر الرُّؤيا يُصابون بالصَّدمة من جرَّاء النُّبوءات التي تحذِّر من نهاية الزَّمان. ولكن في الوقتِ نفسِه، يعتقدُ الكثيرُ من النَّاس أنَّهم مُميَّزون، وأنَّ النُّبوءات الحقيقيَّة لن تمسَّ حياتهم. وهم لا يستطيعون شرحَ الأسباب التي تجعلهم يفكِّرون بهذه الطريقةِ.

ينقسمُ عددُ المفديين إلى مجموعتين: إحداهما 144 ألف شخص والأخرى جمهور لا يُمكنُ حصرُه، من جميع الأمم والقبائل والشُّعوب والألسنة. يجب أن يصرخ خدَّامُ الربّ من أجل الإلهام والمَسحةِ، ليقودوا جماعة المفديين من كلِّ أرجاءِ الأرض. أولئك الذين يقودون كثيرين إلى البرِّ سوف يُضيئون مثل الكواكبِ.

هتفَ الجميعُ في سِفر الرُّؤيا أنَّ الخلاصَ هو لله الجالسِ على العَرش وللحَمل. بأيَّة حالٍ قد أعطانا إيَّاه. وإذا كنَّا صامتين، لن يخلصَ أحدٌ، ولكن إذا كرَّسنا أنفسَنا لخدمة السَّيد، فسننقذ الكثيرين من النَّار. هذه المهمَّة النَّبيلة تقع مسؤوليتها على عاتقِ الذين نالوا الخلاصَ وأصبحوا أعضاءً في جسَد المَسيح. إنَّ المطيعون سوف يُشرقون إلى الأبدِ.

آمل أن يكون قرَّائي مسؤولين، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، عن بعض الأشخاص الذين سيقفون أمامَ العرش والحَمل، مرتدين لباساً أبيضاً، وفي أيديهم سعَفُ النَّخل. أريد أن أكونَ في وسَطهم لأعبدَ الربَّ والحَمل بكلِّ سرورٍ، وأن أكونَ في نفس الوقت جزءًا من مجموعة النَّاس التي يستخدمها العليُّ في الوقت الحاضر لإرشاد الضَّالين إلى الخلاصِ.

يجب أن يقاومَ وألَّا يتَراجع كلُّ من يواجه المِحَنَ، في أيِّ مجالٍ من مجالات الحياة. قالَ يسوعُ أنَّ الَّذين يَصبرون إلى المُنتهى سوفَ يَخلصون. لذلك، لا تدع التَّعب، أو شرَّ شخصٍ ما، أو الكثيرِ من خيبات الأمل أن تؤثِّر على حياتك. يجب أن يكون الربُّ هدفنا؛ فلا نضلَّ أبداً.

تحدَّث أحدُ القدماء إلى يوحنا قائلاً إنَّ الَّذين لبِسوا الثِّياب البيضاء جاءوا من الضِّيقة العظيمة، وقد غسَّلوا ثيابَهم وبيَّضوها بدم الحَمل. ستكون أمامَ عرش الله، وستخدمه ليلًا ونهارًا تحتَ ظلِّهِ إذا عِشتَ بحسبِ الكلمة.

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز