فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «أَحْسَنْتَ الرُّؤْيَةَ، لأَنِّي أَنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لأُجْرِيَهَا». (إرميا12:1)

إنَّ الذي يراقب الأشياءَ البسيطة الإلهيَّة يُدرك ما يتوجَّب عليه فعلهِ، وبالتَّالي يتعلَّم الكثيرَ من الأسرار التي سوفَ تساعده ليعيشَ حياةً أفضل. لا شيء يعلنه الربُّ دونَ معنى- بل له هدفٌ أبديٌّ. إذا أظهرَ العليُّ لكَ مثلاً أناساً فقراء جدّاً، يتألَّمون بسببِ العنفِ أو غيرهِ، يعانون الويلَ بين أيدي العدوّ، فانتقل وعِشْ بين هؤلاء النَّاس لأنَّ إرادته أن يستخدمك لتحريرِهم من هذا الوَضعِ.

كان داودُ راعياً قد تعلَّمَ كيف يرعى خرافَه. إذ اختار المراعي الخضراء والمياه الهادئة لتوفير الحماية الكاملة لقطيعهِ. ذاتَ يومٍ أقامَه الربُّ راعياً لشعبهِ. واكتشفَ أنَّ العليَّ يهتم به أكثرَ ممَّا كان يهتمُّ بخرافهِ، فألَّفَ التَّرنيمة المعروفة باسم المزمور 23. الله هو كلُّ ما احتاجه ليعيش حياة لائقة وسعيدة.

هربَ موسى من فرعون لمدَّة 40 عامًا، إذ قتل مِصريًا أساءَ لرجلٍ عبرانيّ. وعندما اكتُشِفَ أمره، هرب لينجوَ من غضب فِرعون، وهوَ لم يكن يعلم أنَّ الله قد أرسلَه ليفعل مشيئته. وعندما رأى العلَّيقة التي اشتعلت بالنَّار ولم تحترق، اقترب منها وسمِعَ صوتَ الربِّ الَّذي كلَّفه بالمهمَّة.

عرفت امرأة كنعانية تاريخ الملك داود، رغم أنَّه عاش قبل مولِدها بنحو ألف سنة. كانت تعلم أنَّ نسلَ الملك سيأتي لتحرير الشَّعب من سَبي الشَّيطان. وعندما رأت هذه المرأة أنَّ ابنتها مغلوبة ويائسة مقيَّدة بالشَّياطين التي امتلكتها، وحين سمِعَت بما فعله يسوع، صرختْ طلباً للرَّحمة. على الرُّغم من أنَّها لا تنتمي إلى عهدِ الله مع بني إسرائيل، إلَّا أنَّها نالت الخلاص لابنتِها.

رأى يوحنا المنفي في جزيرة بطمُس، المسيحَ بطريقة خاصَّة وسمِعَ منه أنَّه السَّيد الربّ البداية والنِّهاية، وأنّه يُمسكُ بين يديه مفاتيح الموت والهاوية. فهم الرَّسولُ ما سيحدث للكنيسة في سبع فتراتٍ من التَّاريخ من خلالِ هذا الوحي، ثمَّ رأى نهاية كلِّ شيء. الكثير ممَّا كتبه لم يتحقَّق بعد، لأنَّ الأوقات التي احتفظ بها الآبُ لتحقيق قصده الأبدي لم تأتِ بعد.

شاول الطرسوسي، الفرِّيسي المتعصِّب، قرَّر تدمير الكنيسة المسيحيَّة التي كانت قد بدأت لتوِّها على الأرض. حيث قرَّرَ أن يهلك المزيد من النَّاس، لكنَّه رأى يسوع وهو في طريقهِ إلى دمشق، في بريقِ الشَّمس أثناء منتصف النَّهار وصارَ أعمى. ثم وُلِد من جديد واستعادَ حياته وأدركَ أنَّه أضرَّ بشعب الله. بعد ذلك، دُعي بولس، وبدأ في تحقيق إرادة الربّ مختبراً الكثيرَ من الضِّيقاتِ.

انتبه لِما يُريد الله أن يريك إيَّاه، لأنَّ فيه شيئًا خاصًّا. وهكذا إذا آمنتَ، ستحصل على بركة خاصّة. راقب جيدًا كلَّ ما يُظهره لك وقارنه بما سمَح لك العليُّ بمعرفته من خلال الكتاب المقدَّس. بالتأكيد، لن يكشفَ لك شيئًا باطلاً أو لا فائدة منه.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز