رسالة اليوم

02/06/2023 - مقامنا في المَحبوب

-

-

لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، (أفسس6:1)

نرى أهميَّة خلاصِنا في الحياة عندما نفهم ما نحن عليه في المَسيح، والتي يمكن أن تكونَ أكبر بكثير ممَّا نعتقد. فنحنُ لا شيءَ دونَ يسوع، ولا يُمكن أن تُستردَّ حياتنا إلَّا بعملهِ. لذلك حمَلَ خطايانا ودفع ثمنَ فدائنا. فهو الوحيدُ القادرُ على فِعل ذلك، ليبعدنا عن الظُّلمة وينقلنا إلى ملكوت الله. لقد فعلَ هذا كتقدمةٍ مرضيَّة للآب.

لقد أنعمَ الله علينا في المَسيح بكلِّ أنواع البركات حتى قبلَ تأسيس العالم، والله قد أعدَّ الفداء للبشرية بأسرِها من خلال ابنهِ، الذي فدانا عندما فصلتنا الخطيَّة عنه. لقد باركنا العليُّ بحيث لا يتذكَّر ما فعلناه في زمنِ جهالتِنا (أعمال الرُّسل 17، 30). وحُدِّدَ مصيرنا بموت المَسيح في الجُلجثة لأجلنا.

أصبحَ يسوعُ ملاذاً لنا حتى نصيرَ قديسين وبلا لومٍ أمامه، فهو الكاملُ والقدُّوس في كلِّ شيء. يا له من عملٍ! الآن يُمكننا أن نقولَ لا للخطيئة التي هيمنتْ علينا وطمرَتنا بالوحلِ. إنَّه أمرٌ يفوقُ قدرتنا على فهم ما فعله الربُّ من أجلنا، ولكن بما لا يَدع مجالاً للشَّك، لديه أشياءً أعظم يقوم بها للَّذين يؤمنون بالمَسيح.

إنَّ عملَ خلاصِنا أعظمُ بكثير ممَّا عَلِمنا به. عيّنَنا الآبُ لنصبحَ أولاده، وبمجرَّد أن نقبلَ يسوع كمخلِّص لنا. نصيرُ ورثةً وشركاء في كلِّ ما يخصُّ الآبَ. ولأنَّنا ورثةً نستطيعُ أن نطلبَ الميراث الشَّرعي الذي لنا في المَسيح مقدَّمًا.

حتى لو طلبَ الإنسانُ كلَّ ما تعلنه الكلمة أنَّه حقٌّ له، فلن يقتربَ حتى من الاستحواذِ على كلِّ ما يخبِّئه له. يفتح الربُّ فهمنا للأشياء الجديدة بنفس نسبة إعلان الخطَّة الإلهيَّة. ما حصَلنا عليه هو نبعٌ لا نهاية له من خلالِ ابنِه. ورُغم ذلك هناك ما يذخره لنا أكثر بكثيرٍ ممَّا يُمكن أن نتخيَّله.

نمتلكُ الخلاصَ من خلال دم يسوع الذي سُفكَ على الصَّليب. حصَلنا على غفران خطايانا وأصبحنا أبراراً أمامَه بغنى نعمتهِ، للعيشِ بحسبِ الحقّ كأولادٍ لله نمجِّد اسمَه. الانتصارات التي حصلَ عليها داود وخدَّام الربِّ الآخرون في الماضي هي أمثلة صغيرة لِما يُمكننا تحقيقه باستخدام إيماننا بالمَسيحِ.

لم تُعطَ نعمة الله لنا هكذا كيفما اتفقَ، بل بالحِكمة والفطنة. وقد فعلتْ الكثيرَ لنا. لذلك كُنْ حازمًا وواثقًا لتصلَ إلى كلِّ ما تشعر أنَّه حقٌّ لك من الله، فكلُّ شيءٍ له غاية.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز