رسالة اليوم

24/12/2016 - السِرُّ لحياةٍ أفَضل

-

-

بِخَطَوَاتِهِ اسْتَمْسَكَتْ رِجْلِي. حَفِظْتُ طَرِيقَهُ وَلَمْ أَحِدْ (أيوب 23: 11).

يَعيشُ الإنْسان بِفلسفاتٍ مُختلفةٍ، ربَما تَكونُ ثَوابتٌ في حَياةِ الكَثيرين، لكنْ في الحَقيقةِ يَجبُ عَلينا أن نَبقى ثَابتينَ، ونَسلُك في شيءٍ واحِدٍ، هو خُطواتِ الرَّبِ يَسوع، فمن يَستعمل أيَّة قَاعدةٍ أخرى سَوفَ يَكتشفُ فِيما بَعْد، أنّهُ بَنى حَياتهُ على لا شيءٍ. لأنَّ الأمانَ الوَحيد في الرَّبِ يَسُوع، والذي يَحفظُ طَريقهُ فِيهِ لا يُخطئُ أبداً.

إحَذر، لأنّهُ سَوفَ تكونُ هُناكَ تَجاربَ كَثيرةٍ تجعْلُك تَنحرفُ! لأنَّ سِرَّ الحياةِ الكريمةِ هو أن تتمثّل بالله في كلِّ شيء (أفسس 5: 11).

إنّ عَقلَ الإنْسانِ لهُ القُدرةَ الفَائقة على اِكتشافِ اِتجاهاتٍ جَديدةٍ ومُثيرةٍ للاهْتمامِ، لكِنْ لا يَجبُ عَليهِ تَجربتُها. لأنّ أيَّة عَقيدةٍ أو إيدُيولوجية نَتبعَهَا أو نَبتكرهَا لنْ تُساعِدنَا في الأوقاتِ الصَّعبةِ، وبَالنسبةِ لأبناءِ الله لا يُمكنُهم الاعْتمادَ عَليها كمعيارٍ للحَياةِ بِطريقةٍ صَحيحةٍ. واَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، واَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي (يوحنا 3: 6).

لقدْ جَاء مُخَلّصُنا ليُرينَا الطَّريقَ (يوحنا 14: 6). فإذا اِستَعْملنا الخَياراتَ التي لا أسَاسَ لهَا، فَنحنُ بِذلكَ نُشابهُ مَن يَبني قَلعةً على الرِّمَالِ! وقدْ تَبدو هَذهِ الطُّرق جَيدةٌ ومَصدرهَا الآبُ القُدّوس، لكِنْ في الوَاقع هي مِنَ الإنْسانِ، ولا تنفعُ بشيءٍ. لذلك يَجبُ عَلينا فَقط قُبولَ وتَنفيذَ كُلَّ مَا هو مَكتوبٌ في الكَلمة المُقدَّسةِ. لأنَّهُ لمْ يَكُنْ هُناكَ أبداً ولنْ يَكونَ أيّ أسَاسٍ حقيقيٍ يُمكنُ أن نَبني عَليهِ، بَعيداً عَن كَلمةِ الله القَديرِ.

مَشى يَسوعُ في الطّريقِ الذي يُريدنَا أن نَمشي فِيهِ الآن. أمَّا القَراراتُ التي اتَخذهَا فَكانت من الآبِ، الذي يَعلمُ كُلَّ شَيءٍ، وأظهرَ لنَا أنَّها الوَحيدةُ التي يُمكننا القِيامُ بِها، لأنَّ السَّيرَ في خُطاه يَعني الأمَانَ. ومَن يَبتعدُ عَن المَسار الذي رَسمهُ ابْنُ الله سَيقعُ في فِخَاخِ العَدوِّ. فَيسوعَ النَّاصري كَانَ مُنقادًا من قِبلِ الآب في كُلِّ شيءٍ. ومَن يَتبعُ خُطواتهِ سَوف يَكتشفُ أنّهُ كَانَ مُساقاً بالرُّوحِ القُدسِ.

مَرَّةً أخرى لقدْ سَارَ المَسِيح الكَامِل، في الطَّريقِ الصَّحيحِ. ومن يَختارُ نَفسَ الطَّريقِ سَينالُ النَّجاحَ ولنْ يُخطئ أبداً. فَلماذا تُحاولُ اِستخدامَ وسِيلةٍ أخرى؟ وقدْ أُظهِرَ لنا الطَّريقُ الوَحيدُ الخَالي من الأخَطاءِ، والذي نُحقّقُ فِيهِ النَّصرَ ونَستمتعُ بِالنَّجاحِ.

إبْليسُ الذي لا يَعترفُ بالهَزيمةِ، سَوفَ يَعرِضُ عَليك طُرقاً أخرى، لِذلك، كُنْ يَقظاً ولا تَقع تَحتَ سُلطانهِ. وسُوفَ يُحاول أن يُعطيكَ اتِجاهاتٍ أخرى باستِخدام أتبَاعِه. فانَتبه! لأنَّ كلَّ الذين ظَهروا قَبلَ الرَّبِ يَسُوع واِخترعُوا هَذهِ الفَلسفةِ البَاطلةِ كَانوا لُصوصَاً، وهَكذا أيضاً الذينَ جَاؤوا بَعدهُم.

لو لمْ يَسمحُ لنَا الله أن نَسيرَ عَلى خُطَى المُعلّمِ لكَانَ هَذا غَيرُ عَادلاً أليسَ كَذلكَ؟ وكَان يَسوعُ قَادرٌ على إنجَازِ مُهمّتهِ للآخِرِ ولمْ يسبقْ لهُ أن يَفشلَ. ونَفسُ الشَّيءِ سَيحدثُ لأولئكَ الذين يَثقونَ فِيهِ حَقّاً، لِذلكَ من فَضلِكَ كُنْ مِثل يَسوعَ، لِتكونَ نَاجِحاً فِي كُلِّ شيءٍ. فَتمثَّل بالرَّبِ واكتَشف كَيفَ تَعيشُ أَفْضَلَ.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز