رسالة اليوم

17/05/2023 - مواقف بعدَ دعوة الله

-

-

فَتَدْعُونَنِي وَتَذْهَبُونَ وَتُصَلُّونَ إِلَيَّ فَأَسْمَعُ لَكُمْ. (أرميا12:29)


استُخدِم ارميا لتوبيخ وتحذيرِ شعبِ يهوذا - الذي تمّ اقتياده إلى السَّبي البابلي - لبناء منازل في بابل وإقامة الحياة في تلك الأمة، حيث استمرَّ ذلك لمدَّة 70 عامًا (الآية 5). يستمرُّ الكتاب المقدَّس في تحذيرنا من الشَّر العظيم الذي يحيطُ بالبَشر، ويسعى لقيادتهم إلى السَّبي مرَّة أخرى. ولكنَّ الاستمرارية في المكان الذي سيُرسل إليه العصاة، لن تكون لبضع سنواتٍ فقط بل إلى الأبد، والذين يُدانون لن يَخرجوا من هناك أبدًا

وظلَّ النَّبي يقول إن الله لم ينسَ أفكاره عن هذا الشَّعب، وهي أفكار سلام لا شرٍّ، ليمنحهم مستقبلًا وأملًا يتوقون إليه. يمكن قول الشَّيء نفسه عنَّا؛ ولكن للأسف، هناك الكثير من النَّاس الذين خلصوا، والذين تبعوا يسوع لسنواتٍ عديدة، ثمَّ سمِعوا كلام الشَّياطين وضلُّوا. واليوم هم يتَّجهون نحو الهلاك الأبدي. هذا مؤلم جداً.

لم يكنْ من السَّهل على هؤلاء الأشخاص أن يكونوا في تلك "المدرسة"، ولكن بما أنَّهم تمرَّدوا على الربِّ، فقد كان هذا أفضل بديل وجده الله ليعلِّمهم الطَّاعة والأمانة. إذا كنت تمرُّ اليوم ببعض التَّجارب الجادَّة، فلا تقف ضدَّ الحكمة الإلهيَّة. لاحظ أنَّه يحبُّك ولا يريدك أن تعاني من خسارة أبدية، يمنحك الآبُ فرصًا لتصحيح الأمور معه، وبالتالي الخروج من هذه "المدرسة" المعتمدة كعامل للحقّ.

بالنِّسبة ليهوذا، وعدَ العليُّ أنَّ هؤلاء النَّاس سوف يدعونَه، وسيُطلق سراحَهم عندما تقترب تلك السَّبعين عامًا من نهايتها. حانَ وقتك الآن. إذا أجَّلت القيام بذلك حتى الأيام الأخيرة من حياتك أو بعد الموت، فسوف تكتشف بعد فوات الأوان أنك اتخذت القرار الخاطئ، وبالتالي فاتتك الفُرصة. لا تهدر الوقت! تعلم مع الربِّ واخرج من ظلم الشَّيطان.

سيتبعُ شعبُ يهوذا طريقهم ويمكن أن يعودوا كأمَّة مرَّة أخرى، وكلِّ شيءٍ سيكونُ في مكانِه الصَّحيح. خذ ما قاله لك العليُّ من خلال كلمتِه واعمل بثباتٍ لتحقيق إرادته. إنَّ أفكارَ الآب عنك رائعة ونقيَّة وصحيَّة. اتّخِذ أهمَّ قرار في حياتك بالخروج من ملكوت الظلام والدُّخول إلى ملكوت يسوع.

عندما أُطلِقَ سراحُ هؤلاء النَّاس، استعادوا حقوقَهم، مثل الصَّلاة إلى الربّ والاستماعِ إلى صوتِهم. في الحقيقة، إنَّ الله القدير لم يتركهم أبدًا، ولكن الآن بعد أن تعلَّموا الدَّرس، أراد أن يستجيب لصلواتهم. نفس الشَّيء يمكن أن يُقال عنك، فالذي لا يفشل أبدًا ولن يتوقف عن محبّتَك أبدًا، يرغب في استعادة امتيازاتك كابنٍ لله والاستجابة لاحتياجاتك.

لا يوجد شيء أفضل من احترام الكلمة، وتحقيق كلِّ الأشياء التي حدَّدها الله، لأنه عندما يأتي أيُّ شرٍّ مُوجَّه ضدَّك، أو نوعٌ من المشاكل أو أيِّ عذابٍ آخر، فإنَّ هؤلاء الأشخاص الذين يحقِّقون المَطالب الكتابيَّة سيكونون بالتَّأكيد مباركين. اليوم هو يوم نصرتك. لذلك الآن بعد أن أصبحتَ أمام الربّ، افتح قلبك وقم بتصحيح الأمور معهُ.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز