رسالة اليوم

11/05/2023 - ثمنُ البركات

-

-

مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟ (مزمور12:116)

هل فكرتَ في قيمةِ بركاتِ الربِّ لو قامَ ببيعِها؟ رُغم أنَّه يمتلك الكلَّ وهو لا يحتاجُ إلى شيءٍ. يباركُ الله الجميعَ لأنَّ قلبه محِبٌّ، ويسوعُ قد اشترى الحقَّ لكلِّ البشرية في التَّحرر من إمبراطورية الظَّلام ومن كلّ المعاناة التي تسبِّبها الشَّياطين. لا تدع نفسَك تنخدع! ابقَ حازمًا فيما يقوله العليُّ.

منعَ يسوعُ تلاميذه من أن يطلبوا شيئاً كما فعلَ باقي الشَّعب، لأنَّهم كانوا خدَّامه، وقد نالوا سلطانَ النِّعمة (متى 10: 8-10). إضافة إلى هذا، إذا كان هناك أيُّ قصاصٍ على شيءٍ ما فعلوه للنَّاس، فهم ينالونه عند عودة يسوع. ستكون المكافأة كبيرة، لأنَّنا عندما ننقذُ المتألمين؛ كأنَّ الربَّ نفسَه قد قامَ بالعملِ.

هناك مكافأة على الفوائد التي يحصل عليها الشَّخص من الله بأيَّة حالٍ، ويتحدَّث صاحبُ المزمور عن هذا في الآية التي ندرسَها. وهذه التَّقدمة لا تزيل أيَّ شيءٍ منَّا، لكنَّها تضيف إلينا. وبالتَّالي يُمكننا أن نكون على يقين من أنَّنا سنحصل على مكافأةٍ أكبر. الشَّيءُ الصَّحيح الذي يجب فِعله هو ألَّا تنتظرها هنا، بل في الأبدية. اليوم يجب أن نسعى إلى فعلِ كلِّ ما يرضي الربّ.

كلُّ شفاءٍ وتحريرٍ، هي بركاتٌ يصنعها العليّ. إضافةً إلى البركات الأخرى التي يتلقَّاها النَّاسُ. لئلَّا يكون هناك شكٌّ في ضرورة تقديم شيء ما أو لا، مقابل ما أعطي لنا، سألَ ناظمُ المزمور عمَّا يجب تقديمه لله لقاء ذلك. عندما نفهم ما يريده منا، دون أدنى شك، سوف نتوقُ إلى القيام بذلك على الفور.

أعلنَ كاتبُ المزمور أنَّه سيفعل ثلاثة أشياءٍ "ليدفع" الفوائد الإلهيّة: يقبل كأسَ الخلاص، ويدعُ باسم الربّ، ويوفي نذوره (مزمور 116: 13-14). في الواقع، هو لا يدفع، لكنَّه يأخذ. الآن، كلَّما شربتَ أكثر من هذه الكأس، ودعوتَ باسم الربِّ، وأتممتَ نذورك، عشتَ حياةً أفضلَ. لذلك لديك الآن إرشاد آمِنٌ لتقدِّم لله ما يستحقّه لأنَّه قد أعانك.

أمرٌ ضروري أن نطلبَ وننال ما تمَّ تضمينه في كأس الخلاص، لأنَّ يسوع دفع ثمنًا باهظًا لِقاء ما حدثَ لنا. في هذا الكأس كلُّ ما تم توفيره لك لتعيش بعيدًا عن الخطيئة، من الأفكار السَّلبية والخاطئة، ومن الأمراض، ومن النُّدرة والفقر، بالإضافة إلى كلِّ العطايا الأخرى التي تحتاجَها أو ستحتاجها في المُستقبل.

علينا أن ندعوَ باسم الربّ بعد تناول الكأس، وبعد ذلك نفي بالوعود التي قطعناها على أنفسِنا. بعبارة أخرى، هذه التَّوجيهات لك لكي تأخذ جزءًا من الأشياء التي حدَّدها العليُّ. بهذه الطريقة تمجِّد الله الذي فكَّرَ وأعدَّ وقدَّم كلَّ ما يتعلَّق بحياتك. الربُّ صالحٌ، بما في ذلك عندما يوجِّهنا لعملِ شيء ما لمصلحتِنا، كما لو كنَّا ندفع له.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز