رسالة اليوم

10/05/2023 - ماذا تفعل بعدَ أن تدعوَ الربَّ

-

-

مَسَاءً وَصَبَاحًا وَظُهْرًا أَشْكُو وَأَنُوحُ، فَيَسْمَعُ صَوْتِي (مزمور17:55)

تمامًا مثل دانيال الذي رفعَ صلاته لله ثلاث مرَّات في اليوم، اعتاد داود أيضًا أن يفعل ذلك في الصَّباح ومنتصف النَّهار وبعد الظُّهر. الصَّلاة هي استخدامٌ لأسلحتنا الرُّوحية (2كو 10: 4)، التي أعطِيَت لنا للقيام بالعمل وفقًا للتوجهات الكتابيَّة، حتى نُعطي فرحًا عظيمًا للربّ (يوحنا الثالثة 4). يريد اللهُ أن يرى أولاده يسلكون في الحق، بعيدًا عن الأخطاء ويتمتَّعون بالبركات. يبتهجُ الله بسعادة غامرة عندما يرى خدَّامه يزدهرون.

إنَّ فِعل الصَّلاة من أهمّ أعمال حياتنا، وهو يمنح العليَّ سعادة عظيمة. الآن، ما دامت أخبارنا تصعدُ أمام الربّ ويفرح بنا، تخيَّل لو قدَّمنا ​​حساباً باستمرار عمَّا نفعله بالسُّلطان المُعطى لنا! عندما نتصرَّف بهذه الطريقة، سيقتنعُ الآبُ بالتأكيد أنَّنا نقوم بالعملِ حسَب مشيئتهِ. أولئك الَّذين يدعونه ينالون القوَّة للسَّير في الحقّ - الكلمة – والغلَبة.

صلَّى داودُ إلى الله، وعندما شعرَ أنَّه في حضرة الله، طلبَ أن يتمِّم رسالته. وعندما كان في حاجة، صرخ الملك إلى العليّ وشرعَ في تدمير خطة العدوِّ. ما أجملَ أن يكون للمخلَّصين ذاتَ الموقف، يكرِّسون أنفسَهم لتحقيق الإرادة الإلهيَّة! أولئك الذين يرفعون قلوبهم بالصَّلاة دائماً، يصحِّحون مسارهم أمامَ العليّ.

انطلقَ الملكُ إلى معاركهِ اليوميّة بعد الصَّلاة، أو حتى إلى الحرب واثقًا من أنَّ النَّصر سيكون له. هذا هو نوعُ الشَّخص الذي يريد الربُّ أن يراه في جيشهِ. كم مرَّة أراد أن يستخدمنا قائدنا، لولا خوفنا من تهديدات العدوِّ، وعدم تكريس أنفسِنا لفعلِ ما يرضيه! لذلك، أعِدَّ نفسك، لأنَّ الله سيستخدمك بكلِّ تأكيدٍ.

صلَّى ابنُ يسَّى ثلاث مرَّات في اليوم. أمَّا نحنُ، من ناحيةٍ أخرى، فيجب أن نصلّي بلا انقطاع (تسالونيكي الأولى17:5). في كلِّ مرَّة يحدث فيها موقفٌ غريبٌ، أو وفقًا لِما فعله صاحبُ المزمور، كتحديدِ وقتٍ معيَّنٍ مسبقًا للتَّحدُّث إلى الله القدير. مادام يحبُّ أن يستمعَ إلينا، فعلينا أن نخبرَه بكلِّ ما نفهمه بحسبِ مشيئته أثناء الصَّلاة، وسيساعدنا الربُّ بالتَّأكيد على تحقيق ذلك.

قالّ كاتبُ المزمور إنَّه سيدعو العليَّ، وكان ذلك قرارًا جيدًا، لأنَّه وحده يستطيع أن يُجيب على أسئلته ويستخدمه لمجدهِ. لا تهرب من المعارك أبداً؛ على العكسِ من ذلك، قبل الخروج للحربِ، صلِّ دائمًا، وعندما تشعر باللَّمسة الإلهيَّة، انتقل مباشرة إلى مشكلتِك، وبعزمٍ، أعطِ الأمر، حتى يُربَط العدوُّ ويُهزَم. يمكنك أن تفعلَ كلَّ ما سيفعله يسوعُ لو كان مكانك.

الشَّيء الرَّائع هنا هو أنَّ الله وعدَ بأن يسمعَ صوتنا - ويستجيبَ لطلباتنا. ولكن لا تطلب أبدًا شيئًا غير موعود به في الكتاب المقدَّس، لأنَّ عمل الله لمباركتنا محدودٌ من سفر التكوين إلى سفر الرُّؤيا. مع اليقين أنَّه سيردُّ عليك. تقدَّم لأنَّك ستربح كلَّ معركةٍ.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز