رسالة اليوم

24/04/2023 - شفيعُنا

-

-

يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. (يوحنا الأولى1:2)


يسوعُ هو أفضلُ محامٍ في كلِّ العُصورِ، وهو عن يمين الآب اليوم، لأنّه دفعَ ثمنَ فدائنا. لذلك يجب ألَّا نخشى التقدُّم أمامَ العليّ كي نسكبَ قلوبنا. لن يُرفض أيُّ دفاع يقدّمه الربّ من أجلنا. والذين يستمعون إلى الإنجيل ويؤمنون بما يُقال لهم ينالون الغفران ويخلصون. شفيعُنا لديه القدرة على تحرير الَّذين استعبدتهم الخطيئة.

يجب ألَّا نخطئ، ولكن إذا حدثَ هذا، علينا الاعتراف بخطايانا، والله أمينٌ وعادلٌ كي يغفر لنا ويطهِّرنا من كلِّ إثمٍ (يوحنا الأولى 1: 9). إنَّه لأمرٌ محزنٌ أن نرى شخصًا يرتكبُ الخطية، يتجوَّل بينَ "نجاسات" العدوِّ، بعد أن اغتسل ووُلِد من جديدٍ. ولكن لا تزال الفرصة ممكنة لاسترداد هذا الشَّخص إذا حوَّل يسوع إلى محامٍ لهُ.

أعظم خطيئة هي عدم الإيمان بقدرة المُحامي الذي أعدَّه الآبُ وعيَّنه ليقدِّم الغفران لنا. كلمة محامٍي هي نفس الكلمة المُستخدمة (معزّي) لذلك، لا يمكن أن نُدان إذا أعلنَّا التَّوبة وإذا أتينا إلى الله واثقين تمامًا من إيماننا باسم يسوع. أولئك الذين يتوبون حقًا سيُغفر لهم.

هذه هي الرِّسالة التي أعطاها الربُّ لتقدَّم في كلِّ مكانٍ. كلُّ المعاصي تُغفر إذا اعتُرِفَ بها للربِّ. لذلك، لا تنظر إلى ما فعلَه شخصٌ ما، لأنَّ العدوَّ قد استخدمَه. يجب أن تكون رسالتنا ثابتة، حتى يتمكَّن كلُّ الخطاة من تحقيق الإيمان الضَّروري لينالوا الغفران والحياة الأبديّة.

هذا لا يعني أنَّ الخطيئة شيءٌ بسيطٌ، كما اعتقدَ بعضُ الكتبة عندما رأوا يسوع يعلن للمفلوج: "يا بنيَّ، مغفورة لك خطاياك" (مرقس2: 5). ظنُّوا أنَّ السَّيد كان يتهرَّب من شفاء ذلك الرَّجل المريض وأنّه يخادع. الآن لن يفعلَ الربُّ ذلك أبدًا! في الحقيقة، لم يكن الشِّفاء أعظم معجزة، بل غفران الخطايا.

لم تنجو المرأة التي أمسِكت وهي تزني وكادت تُرجم من الموت فحَسب، بل غُفِر لها أيضًا (يوحنا11:8). ومع ذلك، كان من المُمكن إدانتها لو لم تؤخذ إلى المحامي الذي لا يفقد سببًا واحدًا. نحن بحاجة إليه في جميع الأوقات، حتى لو كنَّا متَّهمين بارتكاب خطأ حقيقيٍّ. الآن، جاء المسيحُ ليطلب ويخلِّص ما قد هلك (لوقا10:19)، ولهذا فهو لن يفشل أبدًا.

يجب أن تمنح الغفرانَ للَّذين تابوا حقًا من كلِّ قلبك. ولكن قبل أن تقولَ لشخصٍ ما أنَّك غفرتَ له حقًا، انظر ما إذا كان قد تابَ فعلًا وما إذا كان يريد تغيير حياته. هناك الكثيرُ من النَّاس الذين ليس لديهم محاكمة سليمة ولا يجيدون التَّعامل مع مسائل الله، ولهذا السَّبب، فإنَّهم بحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت في التَّلمذة.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز