رسالة اليوم

21/04/2023 - راعيةُ الغَنم راحيلُ

-

-

وَإِذْ هُوَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ أَتَتْ رَاحِيلُ مَعَ غَنَمِ أَبِيهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ تَرْعَى. (تكوين9:29)

خرجتْ راحيلُ مع فعَلةِ والدِها على الرُّغم من أنَّها كانت صغيرة وجميلة، لأنَّها كانت راعية. جعلَها ذلك أكثر جمالًا، لأنَّ كيانها الدَّاخلي الجميل، وما في قلبِها ينعكس على مظهرها الخارجي. كلُّ النَّاس يجب أن يرعوا خرافَ الآب. ومع ذلك، فإنَّ اللَّمسة الإلهيَّة لا تُلاحظ دائمًا، وفي كثير من الأحيان، يتسبَّب الطموح في أشياءٍ كثيرة بخسارةِ أفضل ما في الحياة. تذكَّر أنَّ القرار الذي ستتَّخذه الآن سيكون له صدى طوال الأبديّة.

قاد الربُّ خطواتَ يعقوب حتى وجدَ المرأةَ التي يحبُّها قلبُه. لا ينبغي أن يكونَ الشَّاب في عجلةٍ من أمرهِ للزَّواج من شخصٍ ما لمجرَّد تكوين أسرةٍ والتَّمتع بمحاسنِ الزَّواج. إنَّه بحاجةٍ للصَّلاة واتِّباع توجيهات الله. ثمَّ، عندما يجهّز عملَه المناسب في الخارج، سيكون قادراً على بناءِ منزلٍ (أمثال27:24). أيُّ زواج خالٍ من وجود الله في الوسَط، يُمكن أن يفسدَ (جا12:4).

لو بقيَتْ في المنزل ولم تكن امرأة ذاتُ قرارٍ، فربَّما لم يُظهرها الربُّ ليعقوب. أولئك الذين يخدمون العليَّ لا يخجَلوا، لأنَّ الكلمة تقول إنَّهم سيَرثون ملكوت الله (رؤيا ٢١: ٨). أولئك الذين لم يتحرَّروا من الخَجل بعدَ، ومازالوا يسمحونَ للعدوِّ بخداعِ أنفسِهم يرتكبون سلوكاً سيِّئاً، لأنَّهم غير مؤهلين لاستخدامهم من قبل العليِّ. يجب أن يكونَ ابنُ الله جريئًا كأسدٍ (أمثال 28: 1).

أولئك الَّذين يعتنون بخرافِ الآب يُبرهنون على محبَّتهم له، وهو يحبُّهم بالنَّتيجة. كانت الشَّابة راحيل هكذا، جميلة، مليئة بالحياة وقوَّة الشَّخصية، ولم تكن متردِّدة في طاعة الله والخروج إلى الحقلِ. لم تختبئ وراء مبتذلاتِ هوليوود ولم تجعل الأمرَ يبدو وكأنّها تفتقر إلى الحكم السَّليم. لن يكون الله قادرًا على استخدام مثل هؤلاء الأشخاص، ما لم يختبروا التَّغيير في الخلاصِ (يو63:6).

تغيَّرَ مصيرُ راحيل عندما وجدتْ مختارَ الربّ. ولكن لو كانت قد أعطتْ نفسَها لأيِّ رجلٍ آخر، فمن المؤكَّد أنَّ الله لن يأخذها لمقابلة الشَّخص الذي سيكون ركيزة في بناء الأسرة الإلهيَّة. أختي كوني مختلفةً عن النِّساء الأخريات، ولا تسمحي لأيِّ شخص أن يمسَّك، إلَّا شريك الحياة وبعد إكليلِ العُرس الذي قدَّمه لك العليّ. تحدَّث بولسُ عن النِّساء الملوَّثات بالخطيئة والعَار في أيَّامهنّ (2 تي 3: 6). هذا صالحٌ لكلٍّ من الرِّجال والنِّساءِ.

كائناً من كنتَ، اسعَ لتقديم نفسِك مُزكَّى لله، كعاملٍ ليس لديه ما يخجل بهِ، ممسكٌ سيف الرُّوح جيِّدًا - كلمة الحقّ (2تي15:2). ومِثل راحيل، راعية خراف الآبِ السَّماوي، قُمْ بقيادة كلِّ من منحكَ إيَّاه الله، لفهم الحقّ. يحتاج الكثير من النَّاس للشُّرب من ماء الحياة والتَّغذية من خبز الحياة خلال حياتك. ستكونُ مكافأتك عظيمة هنا وستكون أعظم بكثير في الأبدية.

يُذكر في السِّجلات السَّماوية أنَّ راحيل شُبّهت بموضوع خلاصِنا. ماذا كُتبَ أو سيُكتب عنك؟ لماذا تحبّ العالم إن كانت محبَّة الآب ستتركك إذا فعلتَ ذلك؟ لماذا تحتقر ما يمنحك السَّعادة الأبديَّة؟ ألن يكونَ هذا هو الوقت المناسب للصَّلاة واتِّخاذ موقفٍ حازم في الحياة؟ الربّ ينتظر قرارَك!


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز