رسالة اليوم

19/04/2023 - الخادم الذي فعلَ الكثير من أجلِنا

-

-

وَإِذْ كَانَ لَمْ يَفْرَغْ بَعْدُ مِنَ الْكَلاَمِ، إِذَا رِفْقَةُ الَّتِي وُلِدَتْ لِبَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ امْرَأَةِ نَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ، خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا. (تكوين15:24)

استمتعَ إبراهيمُ -مختار الله، بعمل مشيئة الربِّ. عندما شعرَ أنَّه يجب أن يُرسل أحدَ خدّامه إلى أقاربهِ للحصول على زوجةٍ لابنهِ إسحاق، اختار ابراهيمُ الشَّخصَ الأكبرَ سنًّا، والذي كان مثل مديرٍ تنفيذيٍّ لمنزلِه. ولكن قبل أن يدعوه إلى هذه المهمَّة للغاية، طلبَ من الرَّجل أن يحلفَ أنَّه سيفعل كما قيلَ له. وحدهُ الربّ الذي يعرف كم من الوقت استغرقَ إبراهيمُ بالصَّلاة حتى حصلَ على إرشادِ الله.

كان خادمه متمرِّساً وتقيَّاً، يفكُر مثلَ رئيس الآباء ويَمضي في خوفِ الربِّ. عائلة ابراهيم باركتْ البشريَّة جمعاء والآن من إسحاق. فلم يكن أبونا ابراهيم طائشًا عندما قال إنَّ ملاك الله سيذهب أمام خادمِه وأنَّه سيجد هذه الشَّابة، لأنَّه تكلَّمَ بالرُّوح. وبالتَّالي يجب أن نتصرَّف بهذه الطريقة في كلِّ ما نقوم به، لأنَّنا سنخطئ بالكذب أو بالتَّسرُّع دون احترام توجيهات العليّ.

كانت المهمَّة مميَّزة جدًّا، ولا يتمكَّن من إنجازها إلَّا الذي يسلكُ بالرُّوح. ذهبَ العبدُ في طريقهِ وهو يعلمُ أنَّ الله سيكونُ معَه. «إِذَا دَخَلْتُمَا الْمَدِينَةَ يَسْتَقْبِلُكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ إِلَى الْبَيْتِ حَيْثُ يَدْخُلُ.. وذَاكَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً.» (لوقا 22: 10-12). سيُعفى من مسؤوليَّة هذه المَهمَّة إذا كانت المرأة لا تريد أن تتبعَه؛ وعندئذٍ تكون خطيئتها. لا يوجد خاطئٌ مفيدٌ للعملِ الأبديّ الذي يقومُ بهِ الربُّ على الأرض.

يجب على الخادم أن يعملَ عملَ الله بجديَّة أكثر من مصالحِه الشَّخصية. فالشَّخص الذي لا يهتم بكلمة الله، ويضيفُ أو يحذفُ شيئًا منها لن يذهبَ ملاكُ الله أمامَه. الخضوعُ الكاملُ هو المتوقَّع من مُختار الربّ، وإلَّا سيكون العملُ ناقِصاً. أولئك الذين لا يؤمنون بما يقوله الآبُ يخسرون الكثير. والذين يختارون راحة الحياة لن يجاهدوا أبدًا لتحقيق خطَّة "مجنونة" لرجلٍ متقدِّمٍ في العُمر (تكوين 24: 1).

كلُّ خطوة قام بها ذلك العبدُ كانت في خوفِ الله. بكلِّ تأكيد، كان هذا الحدث مفيدٌ جدًّا له. عندما وصلَ إلى مدينة ناحور، صلَّى (تكوين 24: 12-14)، وقبل أن ينتهي من صلاتِه، كانَ الربُّ قد استجابَ له بالفِعل. أفضلُ صلاةٍ هي عمَّا نسمعَه من العليّ. الذي يتَّفق مع صاحب المَسحة، حيث يُحسَم الأمر. الخادمُ الأمين يسلكُ حسبَ الأعمال التي يعدّها الله مسبقًا ويتبارك جدًا.

لم يكن يبحث عن أيّ امرأة، بل تلك الخاصَّة التي أعدَّها الربُّ (تكوين16:24). حدثَ كلُّ شيءٍ كما قالَ إبراهيمُ. يُثبت تسلسلُ الأحداث أنَّه منذ البداية، عندما أقسمَ الدِّمشقي أمامَ إبراهيم، حتى اللَّحظة التي قالت فيها رفقة نعم ومقابلتها إسحاق، أنَّ اليد الإلهيَّة كانت تكتب كلُّ شيء (تكوين 24: 1-67). يجب أن يكونَ الأمرُ هكذا دائمًا!

هل أعددتَ نفسك لتكون أمام الله عاملاً مزكَّى يعرف كلمة الحق جيدًا؟ هذه هي رسالة الربِّ للخدَّام المباركين (متى46:24). إذا تمَّ اختيارك لمهمَّة مماثلة، فهل سيتمّ العمل؟ صلِّ الآن


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز