رسالة اليوم

18/04/2023 - اللهُ يَرَى

-

-

وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبِاهُ وَقَالَ: «يَا أَبِي!». فَقَالَ: «هأَنَذَا يَا ابْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟» (تكوين7:22)

أولاً اسمَحوا لي أن أوضِّح أنَّ الاختبارَ الذي واجهَه إبراهيم لن يتكرَّر أبدًا ولن يمرَّ على أيِّ شخصٍ آخر مرَّة أخرى. لأنَّ هذا كان مثالاً أرادَ الربُّ أن يتركَه بشأن محبَّة هذا الرَّجل المُختار لله، كي يبدأ أمَّة خاصَّة، وإثباتاً أنَّ الله لا ينكر ابنَه. فإذا شعرتَ في يومٍ من الأيَّام بشيءٍ مشابهٍ، فانتهر هذا الفكرَ على الفَور، لأنَّ هذه الرِّغبة بلا شكٍّ تأتي من العدوِّ. لا تسمح أن يقودك الشَّيطان ولا تفعل شيئًا خاطئًا.

من خلال ما حدث على جبل المُريا، أظهرَ الربُّ سببَ تسميةِ أبو العِبرانيين خليلَ الله. أمَّا اليوم فلكي تحصلَ على هذا اللَّقب، عليك فقط أن تفعلَ ما يُخبرك به في الكتاب المقدَّس. لقد أثبتَ إبراهيمُ أنَّه لن يدَّخرَ جهداً لإرضاء الله. وإذا كنتَ ترغب في إظهارِ محبَّتك ليسوع ولقريبِك، فتحدَّث للجميعِ عمَّا فعلَه من أجلنا.

إنَّ موتَ المَسيحِ ذو معنى عظيم للإنسان، لأنَّ به تتحرَّر البشريَّة من السَّبي الشَّيطاني. فلو لم يَمُتْ عوضاً عنَّا، لكنَّا لا نزال تحتَ ظلم الشِّرير، ولَما أصبَحنا أبناءً الله أبدًا. أمَّا الآنَ فبدمه الذي سُفك على الجُلجثة، صرنا أولاده، وورثة للآبِ، وورثة في المسيح يسوع.

أولئك الذين لا يفهمون ما فعله يسوعُ من خلال فدائه لنا يفقدون الكثير من البركات. بدون فهم هذا العملِ المجيد، ليس لدينا أيَّ أساسٍ لتوبيخ الشَّر أو التَّخلُّص من هجماتِه. ولكن من خلال الوصول إلينا بالنِّعمة الإلهيَّة، فإنَّنا ننال مغفرة خطايانا، وتتمّ تبرئتنا من الذَّنب الذي أصابَ البشريَّة جمعاء. ولكن بعد أن حصَلنا على الغفران، تحرَّرنا من إمبراطورية الظَّلام والآلام، ووُلدنا من جديدٍ.

لابدَّ أنَّ سؤال إسحاق قد كسَر قلبَ أبونا إبراهيم، لكنَّه لم ينجرف بمشاعرهِ وظلَّ حازمًا في الإيمان. أجابَ إبراهيمُ بالحقّ عندما قال: "الربُّ يَرى". احتفِظ بهذا معك حتى لا تخطئ أبدًا بأيِّ ظرفٍ قد يشيرُ إلى أنَّه لا يوجد مخرجٌ، لأنَّ العليَّ قد قدَّم بالفِعل الدَّواء الفعَّال ضدَّ سُمِّ الخطيئة. لذلك، قاوِم بإيمان وانظر ما سيفعلَه الله من أجلِك.

أولئك الذين ينتمون إلى الربّ يجب ألَّا يتخلّوا أبدًا عن السَّير في مسيرةِ الإيمان، لأنَّهم جزءٌ من جسَد المسيح، ولا يوجد من يَفصلهم عنه. إنَّه رأسُ هذا الجسَد. وهم الأعضاء - لذلك نحن فائزون دائمًا. فلا تتوقَّف أبدًا في منتصفِ العَمل الذي تنجزه؛ بالنَّتيجة، سوف يعطي الله الوسائل لتحقيق ذلك. ما قُرِّرَ لك لن يفشلَ إلَّا إذا تراجعتَ. أنتَ سببُ موتِ يسوع.

في ذلك اليوم، أظهرَ اللهُ لإبراهيم حمَلاً مُمسَكاً بقرنيه. لم يكُنْ من الضَّروري أن يُسفك دمُ إسحاق، فلا قوَّة له لتطهير أحدٍ. في الواقع، بعدَ مرور الوقت وفي ملءِ الزَّمان، بذلَ الآبُ دمَ ابنِه من أجل تبريرِنا. إنَّ دمَ حمَلَ الله ذكرى أبديَّة أمام القدير.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز