رسالة اليوم

15/04/2023 - ماذا حدثَ لإبراهيم؟

-

-

وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. (تكوين11:12)


هل يُمكن أن يكون إبراهيم قد شعرَ بالخوف، وبسبب ذلك، لم يُخبر إلَّا جزءًا من الحقيقة؟ سنعرفُ هذا عندما يكشفه اللهُ لنا يومًا ما. كان الوضعُ أكثرَ خطورة ممَّا نتخيَّل. في الواقع، كانت ساراي أخته من جهة والده، وكان هناك احتمالٌ كبيرٌ أن يقتله المِصريُّون كي يفوزوا بها. ما فعله أبو الآباء يعلِّمنا أنَّه لا يجب أن نخبرَ كلَّ شيءٍ عنَّا، بل ما هو ضروريٌّ فقط لتحقيق الخطَّة الإلهيَّة.

كُنْ حسَّاساً لروحِ الله كي تفعلَ إرادتهِ، ولكن لا تكذب أبدًا، لأنَّك إذا فعلتَ ذلك سوف تنفصل عن الربِّ. الآن، إذا سألك أحدُهم سؤالًا لا يعنيهِ، قلْ له أنك لن تجيبَ لسببٍ معيَّن. وبالتالي لن تكذب، فلا أحدَ يستطيع أن يطلب منك البوحَ بشيءٍ خاصٍّ. ولكن إذا كان أمراً يسيءُ إلى شخصٍ ما، أخبره بكلِّ شيء واطلبْ المغفرة أيضًا.

كلُّ من يتجوَّل في أرض ليس فيها خوف الربِّ، سيكون في مشكلة عاجلاً أم آجلاً، حتى أبو الآباء نفسهِ، فمِصر ترمز للخطيئة، ولكن باعتبار ابراهيمَ وريثًا للوعود، فبإمكانه أن يصلِّي والله سوفَ يصنع المعجزة اللَّازمة. ولكن هناك مواقف نمرُّ بها في الحياة، بعد أن أعطانا الربُّ الخلاصَ، يجب أن نخرج منها بحالٍ أفضل ممَّا كنَّا عليهِ سابقاً. أولئك الذين يتبعون إرشادَ الله سيظلون في أمانٍ بين ذراعيه دائماً.

سيحميكَ اللهُ إذا أتممتَ المهمَّة التي كُلِّفتَ بها. فلا تتأثر بالمظاهر إذا اقترب أيُّ تهديدٍ منكَ: ابقَ حازمًا في وعدِ الربِّ وواجه الموقف بسلام وسعادة، فهو أمينٌ. لن يتركك أبدًا إذا وضعتَ إيمانك في كلمتهِ. ثمَّ يمكن لـ "فرعون" أن يجرِّب كلَّ شيء، لأنَّه لن يسودَ عليك أبدًا ما لم تكنْ مدينًا له.

حصلَ داودُ على المسحةَ، لكنَّه عانى الاضطهادَ الشَّديد من شاول، الذي لم يستطِع أن يؤذيه بمحرابهِ، لأنَّ داود وثِقَ في الربّ. وفي وقتٍ لاحقٍ لم يكنْ شاولُ قادرًا على إلقاء القبض على ابن يسَّى، على الرُّغم من أنَّه امتلكَ 3 آلاف جنديّ، يركضون في كلّ زاويةٍ من أركان إسرائيل. فكلُّ من يؤمن بالله ويستخدم إيمانه، لن يستطيعَ العدوٌّ أنا ينال منه أو يقيِّده بشيء. الربُّ هو ملجأنا وحصنُنا، وهو عونٌ لنا في الضِّيق (مزمور 46: 1).

حدثَ نفس الشَّيء لخدَّام العليِّ الآخرين في الماضي؛ لقد تعرَّضوا لسوءِ المعاملة والاضطهاد والتَّعذيب، لكنَّهم لم يستسلِموا لتهديدات نبوخذ نصَّر أو لِما عانوه. القصَّة تتكرَّر في جميع الأجيال، لكنَّ الأعمال الإلهيَّة تكرِّر نفسَها أيضًا. لذلك لا تخفْ إذا كنتَ تجتازُ في وادٍ ما، لأنَّ الله سيكون معك. حتى لو أشارت الأحداثُ إلى أنَّه لا يوجد مخرجٌ، فلا تصدِّق، لأنَّ يسوعَ هو البابُ.

هناك اختباراتٌ جميلةٌ في الكتاب المقدَّس، حصلتْ مع خدَّام العليِّ، لقد ساروا وسطَ النَّار بثباتٍ، أو تجاه نوعٍ آخر من المَوت، وهم يغنُّون التَّسابيح للإله الأزليّ الأمين. إنَّ ذاك يحدثُ في مكانٍ ما اليومَ. ولكنْ إذا كنت تنتمي للربّ، فلا ترتجف ولا تخفْ. بل تذكَّر أنَّ الله سوفَ يرشدك، وأنه سيفعل ما هو ضروريٌّ لنجاتكَ.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز