رسالة اليوم

14/04/2023 - لستَ كبيراً جدَّاً على الطَّاعة

-

-

فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ. (تكوين4:12)

ندركُ أنَّ إبراهيم عمِلَ كمزارعٍ ثريٍّ سَمِعَ صوتَ الله وأطاعهُ. كان يعيشُ في أرضٍ صوفيَّة، مليئةٍ بممارساتٍ روحانيَّة ضارَّة، ولأنَّه كان يخشى الربَّ ولم يتَّفِقْ معَهم، فقد تلقَّى أمراً من السَّماء ذاتَ يومٍ: كي يترك أرضَه وعشيرتَه ويذهب إلى أرضٍ سيُريها اللهُ لَه. وعندما أطاع الله، أثبتَ محبتَّه للعليِّ وبالنتيجة كانَ محبوبًا منهُ ايضاً.

كان بإمكان أبو الآباء أن يقولَ إنَّه شيخٌ مسِنٌّ فلا يقدرَ أن يخوض مغامرة في أرضٍ لا يعرفها، إذ بلغَ من العمرِ 75 عامًا. ولكنَّه كخادمٍ مطيعٍ، لم يقدِّم أعذاراً وشرعَ بتنفيذ الأمرِ الإلهيِّ. وبالمِثل، لا تقلْ لا لله مطلقًا، ولكنْ، نعم، كُنْ مُخلِصًا في فِعل ما أُمِرتَ بِه، حتى لو كنت لا تعرف إلى أين تذهب. بمجرَّد أن تطيعَ الله، ستُعطى التَّوجيهات اللَّازمة. لاحِظ أنَّه يجب علينا أن نسيرَ بالإيمان وليسَ بما نعتقد أو نشعر أنَّه الأفضلُ.

أحدُ الأشياء التي يستخدمَها العدوُّ ليأخذ البركة منَّا هو الشُّعور بأنَّنا غير مؤهَّلين، تمامًا كما حدث لِموسى. أخبرَ الربَّ أنَّه بطيءُ الكلام وثقيلُ اللِّسان (خروج 4:10). الآن، ألا يعرف الذي خلقَ كلَّ الأشياء؟ كم مرَّة أعطانا اللهُ توجيهًا وبدلاً من طاعتهِ نقول إنَّنا لسنا مؤهلين أو نفتقر إلى المواردِ لتحقيقِ غايتِه، أو نقدِّمُ عذرًا آخر؟

على سبيلِ المِثال، كان سكَّان يهوذا متَّجهين إلى السِّبي المُهين، والربُّ حذَّرهم في عجلةٍ من أمرِه. وقد أعدَّ ارميا من الرَّحم لهذه المهمَّة. ولكنْ عندما كشفَ خطَّته للصَّبيّ، كان الجواب أنَّه مازالَ يافعاً. لذلك، سَمِعَ ارميا أنَّه لا ينبغي عليهِ قولُ ذلك، لأنَّ الربَّ أعدَّه ليكون نبيًّا لتلك الأمَّة ولآخرين أيضًا على الرُّغم من صِغَرِ عمرِه (ارميا 1: 6، 7). الشَّيء الصَّحيح الذي يجب فِعله هو بدءُ العملِ كما يقولُ القديرُ تماماً.

لماذا تختلقُ الأعذارَ مادام الذي يدعوك يعلمُ كلَّ شيءٍ، وقبل ذلكَ، كان قد أعدَّكَ بالفِعل لمثل هذه الرِّسالة؟ العليُّ لن يقبلَ منكَ أعذاراً. ولكن إذا رفضتَ الذَّهاب، فسوف يدعو شخصًا آخرَ لإنجاز العَملِ الذي عيَّنه لكَ. الرَّجل الذي أخفى الوزنة وأعادها سليمةً حُكِمَ عليه بالعذاب الأبدي (متى 25: 28-30). لا يوجد شيءٌ أفضلَ من فِعل مشيئة الله.

لماذا أحبَّ ديماسُ العالَم الحاضرَ وتركَ بولسَ (2 تي10:4)؟ لقد سمحَ لبعض الشَّياطين أن تخدعهُ، على الرُّغم من أنَّه كان يتمتَّع بامتيازٍ السَّير جنبًا إلى جنبٍ مع الجُندي الذي جاهدَ الجهادَ الحسَن حتى النِّهاية، والذي حفظَ الإيمان. لا تفعل كما فعلَ ديماس، لكن استمرَّ حتى النِّهاية (دانيال13:12). بالتَّأكيد، على عكسِ الرَّسول، وصلَ إلى نهاية حياتِه وهو يعلم أنَّه لن ينال إكليلَ البرِّ. استبدلَ الأجرَ بمتعة الجسَدِ.


والآن، لمَّا سَمِع إشعياءُ صوتَ الله، قالَ: ها أنا ذا أرسلني (إشعياء8:6) بالتَّأكيد، قالَ الكثيرونَ لا للوصيَّة، وهم اليومَ منفصلون عن الآب في عذابهم الأبدي؛ معترفين إنَّهم كانوا أغبياءً جدًّا لأنَّهم فوَّتوا أفضلَ ما أعِدَّ لهم. كُنْ حازمًا وثابتًا في العَمل الذي ائتمنَك الله عليه، لأنَّ الله اختارك وأحبَّك كثيراً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز