رسالة اليوم

07/04/2023 - توبيخُ الربِّ

-

-

يَا ابْنِي، لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ وَلاَ تَكْرَهْ تَوْبِيخَهُ، (أمثال11:3)

سوط الإنسان مسلَّط على الَّذي يسلكُ في الشَّر، حتى يتغيِّر البعضُ ويتمتَّع بالخيرات التي يُعطيها الربُّ لأحبائِه. إذا انحرفَ الصِّديق ولم يوبَّخ، فقد يظنُّ أنَّه لا حرجَ في فِعل الإثم. بالنِّهاية، طالَما أنَّه مخلِّص، فلن يخسَر خلاصَه، ولكن ليس هذا ما يعلّمه الكتابُ المقدَّس. كان يسوع واضحًا جدًّا عندما قال فقط أولئك الذين يُثابرون حتى النِّهاية سيخلصون (متى13:24).

يُجلدُ العليُّ الأبرارَ بتوبيخ الكلمة. يحدثُ هذا عندما يُصبحون باردين في الإيمان أو يؤدون مهمَّتهم المسيحيَّة بلا مبالاةٍ. الآن، لماذا يبردُ المرءُ في الإيمان مادام مرتبطاً بالربِّ ويستجيب لصلواتِه؟ إنَّ الشَّيطان ينتظر منك أن تتعبَ من خدمة الله لكي يضعَ عليك أعباءه الثَّقيلة. أولئك الذين يخورُ إيمانهم، يعيشون حياةً سيِّئة.

إن وبّخك الله فلا تخفْ. هذا ما يفعله مع أولاده. أولئك الَّذين لا يخضعون للتَّأديب الإلهي لا يُعترَف بهم كأولادٍ لله، بل على أنَّهم غير شرعيين (عب 12: 7، 8). يتصرَّف الله بهذه الطريقة ليعلِّمنا أن نتغلَّبَ على كلِّ أنواع التَّجارب. هذا جزءٌ من تدريبنا. لذلك علينا أن نُخضعَ أنفسَنا لدروس الرُّوح القدس.

التَّوبيخ الإلهيُّ لمصلحتِنا. بدونه لن نكون حازمين خلالَ الضِّيقات. الآن، لا يُمكن لله القدير أن يتحمَّل ابناً يظهر خجولًا أمام العدوِّ ولا يستخدم أسلحة البرِّ المُعطاة لنا. أحزنَ أفرايم الربَّ عندما رجعَ في يوم المعركة، رغم أنَّه كان مسلَّحًا (مزمور 78: 9). لقد سلَّحَك الله للمعركة ويُريد أن يفرحَ بنصرِكَ.

إذا عُدتَ إلى الخطيئة، فقد يحدث لكَ شيءٌ أسوأ، لأنَّ الشَّيطان يتطلَّع إلى العودة إلى منزلهِ السَّابق دائماً، وسيأخذ معه سبعةَ أرواحٍ أخرى أكثرَ شرَّاً منه، وستكون حالة هذا الرَّجل الأخيرة. أسوأ من الأوَّل (متى45:12). لا يريد الآبُ أن يكون أبناؤه في حالة أسوأ ممَّا كانت عليه قبل أن يَخلصوا. يجب أن يدومَ العملُ الذي قام به لصالِحك إلى الأبد؛ لذلك أعِدَّ نفسك للفوز وامُلك إلى الأبدِ.

إنَّ الربَّ هو الذي يوبِّخ الأبرارَ عندما يخطئون تجاهَ إيمانهم. أمَّا نحنُ فلا يسعَنا إلَّا أن ننبّههم، لأنَّ التَّهديد بالعقاب، أو التَّوبيخ بوجهٍ قبيح، لن يغيِّر فيهم، وإنَّما محبَّة المخلِّص فقط. يعرف الله كيف يتعامل مع أولئك الذين يبتعدون عن الطَّريق الصَّالح ويدخلون الممرَّات المتعرِّجة، حيث لا يوجد سلامٌ فيما بعد، تمامًا كما حدثَ لإسرائيل في الماضي (أخبار الأيام الثاني 15: 3-6). أولئك الذين يستجيبون يعودون إلى الشَّركة.

أولئك الذين يعرفون كيفيَّة الصَّلاة يجب ألَّا يطلبوا أبدًا من أجل شخصٍ نال الخلاصَ أن يختبرَ قسوة المعاناة كي يعودَ للشَّركة. في الواقع، عليهم أن يَصرخوا من أجل هذا الشَّخص ليفكِّر في مجد الغفران وألَّا يسقط مرَّة أخرى أبدًا. تذكَّر أنَّ عَلَمَ الربّ فوقه محبَّة. وهكذا، إذا صدَّقنا واستخدمنا ما أعطانا إيَّاه، فسوف ننجح بكلِّ الطُّرق المُمكنة. الربُّ صالحٌ في كلِّ شيءٍ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز