رسالة اليوم

20/12/2016 - الإختيارُ الأسوأ

-

-

"اِخْتَارَ آلِهَةً حَدِيثَةً. حِينَئِذٍ حَرْبُ الأَبْوَابِ. هَلْ كَانَ يُرَى مِجَنٌّ أَوْ رُمْحٌ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنْ إِسْرَائِيلَ؟" (سفر القضاة 5: 8).

لمْ يَكنْ مِن المُفترضْ أن يَدخُلَ شَعبُ إسْرائيل في أيّةِ حَرْبٍ. إذا كانوا أمَناءَ ومُخْلصِينَ للرَّبِويَجبُ أن تَستفيدَ الكَنيسةُ من هَذهِ النَّصيحةُ! فَمسيحِيونَ كُثُر قدْ اِختَاروا آلهةً أُخرى اليَومَ. لأنَّ عَدمُ الخَوفِ مِن الرَّبِ وحْدهُ، والثّقةُ في كَلمتِهِ، يَجعلُ شَعبهُ يَتألّمُ كَالآخرين أيضاً. بالنَّتيجة تجدنا نسألُ هذه الأسئلة:- أينَ ذَلكَ الَّذي كَانَ يَسْمعُ الأنْبياءَ قدِيماً ويُجيبُهم؟ أينَ وعُودهُ لخُدامِهِ ؟

إنَّ خِططَ الرَّبِ مِنْ أجِلنَا هِي الأفضَلُ. وفي المَسيحِ، وجَدْنا السَّلامَ والحَلَّ الأمَثل لِكُلِّ المَشاكلَ، حَتى وإن كَانت مُعقّدةٌ جداً. ففي حَالاتِ كَثيرةٍ، ليُسَ مَا نَراهُ هو مَا يَحدُثُ بَالفعل. فَواضحٌ جداً أن ليْسَ هَذا مَا رتّبهُ الرَّبَ القَدير من أجْلنَا، لكنْ عِصْيانُ أبْنائهُ لهُ يُعطِّل عَملهُ. لذِلكَ، كُلّ الفَشلُ الَّذي نَراهُ اليومَ هو نَتيجةُ ضَعْفِ الإيمَان، وتَلوّثهُ بأشياءَ من قُوَّاتِ الشَّرِ.

فَلو كَانَ إسْرائيلُ أمَيناً للرَّبِ، لما سمحَ أن تَصلَ الحَربُ إلى تِلكَ المَنطقةِ. واليوم، يُمكننَا تَأكيدُ نَفسَ الشَّيءِ بِالنسبةِ لأبْناءِ الرَّبِ. فمنْ يَحفظُ الوَصايَا ويُنفّذُهَا يُبرهِنُ أنّهُ يُحبُّ الرَّبَ. والنَتيجةُ أنَّ الآبَ يُحبّهُ أيضَاً، ويَسوع نَفْسهُ يُحبّهُ ويُظهرُ لهُ ذَاتهُ.

كُلُّ الكِتاب المُقدَّس نَافعٌ للتعْليم والتأدِيب. ويَجبُ أن تتمَسَّكَ كنيسةُ المَسيحِ بالكلمةِ وتقضي وقتاً أكثرَ في دِراستِهَا، ولا تَزْدَريهَا. لتَنالَ البَركةَ والخَير والفَرح، فَتنفيذُ الوصَايا الإلهِية هو الشَّيءُ الصَّحيح الذي يَجبُ أن نَبدأ بِفعلهِ، ونَتوقَّفُ عنْ مُمَارسةِ الشَّر، كمُشاهدةِ بَعْضِ الأفلامِ المُعيَّنةِ، الَّتي قَدْ تَجعلُك تَبتعدُ كثيراً عَنْ الرَّب، لتُصبحَ تَابِعاً لإيروس (في المِيثولوجِيا اليَوناَنية هو إلهُ الحُب والرَّغبة والجِنس، وهَذا يَعْني: الشَّيْطان نَفسهُ) ومُشاهدةِ هذا النَّوع المُعِيَّن مِن الأفلام. يُساوي نَفسَ أفَعَال أولئِكَ الَّذينَ يَخْدعونَ النَاس، ويَخُونونَ أحِباءَهُم ورُؤساءَهُم، الخ ... فهؤلاءِ النّاس يَعْتبرونَ هَذهِ الإلِهة هي الِهتهُم الَّتي يَعْبدُونَها في حَياتِهم.

فَعَدمُ مَخافةِ الرَّبِ، وتَركُ النَّفسِ تُساقُ بالخَطيئةِ، يَجعَلانْ أيَّ مَسيحِي يَتألمُ مِثلَ الخُطَاة، لأنَّ الرَّبَ لا يُمكنهُ أن يَحْفظَ مَنْ لا يَحْفظُ نَفسَهُ. فَنحنُ عَبيِداً لِمنْ نَخْدُم. إذاً، يَجبُ أن نَفحصَ بِحذرٍ، مَن هو إلهُ حَياتنَا.

كثيرونَ يَسْألونَ: "هلْ الرَّبُ تغيَّر؟ لأنَّهُ لمْ يعُد يَسْتجيبُ اليَومَ، كما كَانَ يَفعلُ في المَاضي؟". وبِلا شَكٍّ، لمْ يتغيَّر، ولنْ يتغيَّر إلى الأبد (العبرانيين 8: 13 ). لكِنْ، فِي أيِامِ الكَنيسةِ الأولىَ، لمْ يَعملْ الرَّبُ مِنْ أجلِ الجَميعِ. ولكِنْ فَقط أولئِكَ الَّذينَ كَانوا يَخْدِمونهُ حَقاً، اِستَطاعُوا الاِعتِمادَ عَليهِ، لأنَّ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ (العبرانيين 11: 6).

فإذاً كُنتَ قدْ اِخْترتَ آلهةً حَديثةً، فارجِعْ إلى الرَّبِ فَقط، وهُو سَوفَ يَعْتني بِكَ، كَمّا فَعلَ دَائماً مَعَ خَدامهُ في المَاضِي.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز