رسالة اليوم

04/04/2023 - لا تتعلَّم مع الأشرار

-

-

الشِّرِّيرُ يَأْخُذُ الرَّشْوَةَ مِنَ الْحِضْنِ لِيُعَوِّجَ طُرُقَ الْقَضَاءِ. (أمثال23:17)

كُنْ حذرا مع النَّاس الَّذين لا يخافونَ الله، لأنَّهم احتفظوا بشيءٍ ثمينٍ في المكان الأكثر خصوصيَّة بالنِّسبة لهم، ولكنَّ الشَّيطان دنَّسهم في نفسِ الوقتِ. قد لا يكون هؤلاء الأشخاص أشرارًا، لكن طبيعتهم لم تتجدَّد بعد، لذا فهم يخدمون العدوَّ. وهذا هو أحدُ الأسباب التي يجب أن تقودَنا إلى الكرازة برسالة الصَّليب. لأنَّ هؤلاء الأشخاص سيعانون كثيراً بدون استنارة الرُّوح القدس، وسوف يكونوا أيضًا تهديدًا دائمًا لنا.

كُنْ متشكِّكًا في تعاليم الشِّرير، وأكثر من ذلك، افحص الكلمة وانظر ما إذا كانت التَّعاليم آتية من الربِّ أم لا. وسترى أنَّه لم يخدمك بشكلٍ اعتباطي. وما يقوله الإنسانُ الطبيعي لم يأتِ عن طريق الصُّدفة، ولكن عن طريق المُلاحظة أو تعليم الشِّرير. دون أن يعرف ذلك، كان هذا الشَّخص يتعاون معه ليُعطيك اتِّجاهًا خاطئًا بمجرَّد وصول اللَّحظة المناسبة.

إذا أظهرَ شخصٌ شريرٌ خوفًا معيَّنًا من الله، فقد يساعد ذلك جزئيًا، ولكن رغم ذلك، لا تتخلَّى عن الكلمة. ولا تستمِع إلى الإنسان الذي يستسلم للشَّر ويرفض أن يستمعَ إلى الله القدير، لأنَّ كلماته ستكون كالسُّم الخالِص، حتى لو لم يُشَكّ به. في الواقع، يجب علينا أن نصغي إلى الربِّ فقط. أيُّ شخصٍ نعتبره خادمًا لله قد يكون بعيدًا عن الله، وبالتَّالي يتمّ استخدامه من قِبل الشَّيطان.

كلُّ من لا يَسهر سوف يتلاعب الأشرارُ به وقتَ الحاجة الماسَّة، وبالتَّالي سوف ينحرف عن طريق البرِّ الذي يجب أن يسلكَه لإرضاء الربِّ. وبالتالي، سيتَّخذ قرارات تؤدي إلى خسارة أبدية. لدينا صَرحٌ تحت تصرُّفنا طوال اليوم: كلمة الربِّ حيث لن يكون هناك عثرة أو معاناة.

لا تقبل أيَّة هديَّة من الفاجر مطلقاً، لكن استمرَّ في منحِه الهدايا طالما أنَّ الربَّ يُرشدك إلى العَطاء. لا تتسرَّع في تقديم النَّصائح لأحدٍ، بل اطلب من الله أن تعرفَ ماذا ومتى تتكلَّم، لأنَّ كلَّ شيءٍ له وقتٌ. بمجرَّد أن تتلقى توجيهات العليِّ، لا تدع الشَّك يدخل إلى قلبك؛ على العكسِ من ذلك، أتمِم الرِّسالة التي أُعطيت لكَ بحزمٍ، وهكذا كُنْ شاهدًا حيًّا للآب السَّماوي.

يجب أن تكون صلاتك وفقًا لِما تعلَّمته في الكتاب المقدَّس. وستحصل على الإجابة التي أعدَّها الله. حتى لو بدا أنَّ كلَّ شيءٍ يسيرُ في الاتِّجاه المُعاكس، فلا تنخدع بأكاذيبِ العدوِّ، لأنَّ الربَّ قد أعطاكَ كلَّ ما تحتاجه فيما يتعلَّق بالحياة والتَّقوى. لا تسمح لأقوالِ الأشرار أو أفعالِهم أن تحرفَك عن طرق البرَّ الذي يجب أن تسلكه.

الآن، لا تصبح عدوّاً للفجَّار لأنَّهم في طريقِ الهلاك فعلاً، وبالتَّالي هم بحاجةٍ لمن يُنيرهم. ومع ذلك، إذا منحتهم أيَّ شيءٍ آخر، فقد يفهمون هديَّتك على أنَّها تفويضٌ لمواصلة التصرُّف كما يحلو لهم. عندئذٍ تذهب عطيَّتك سُدىً، بل تكون قد تعاونتَ مع الشَّيطان في عمله الهدَّام. كُنْ رحيماً!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز