رسالة اليوم

29/03/2023 - مكافأة الطَّاعة

-

-

فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالرَّبِّ، وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ، وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ». (اشعياء14:58)

تتحدَّث الآياتُ السَّابقة للوعود أعلاه عمَّا سيفعله الله في حياة الَّذين يفهمون وصاياه ويحفظونها ويتمِّمونها. بدأ العليُّ يكشفُ عمَّا يريده من الإنسان بمجيء يسوع. أمَّا بالنِّسبة ليوم السَّبت، على سبيلِ المثال، هناك مجموعتان تفهمان هذه الوصيَّة بطريقة مختلفة. يؤمن الفريقُ الاوَّل بالحِفظ الحَرفي لليوم السَّابع، ويؤمن الآخرُ بالمعنى الحقيقي الذي أوضحَه الربُّ.

الأهمّ هو اتِّباع مجموعة التَّوجيهات المكتوبة، لأنَّ المُطيعين سوف يَسعدون بالربِّ. اكتملَ عملُ الله الخلاصي بمجيء يسوع. والآن، عندما نفي بشروط الكتاب المقدَّس، فإنَّه يبدأ العَمل لصالِحنا. دَع الرُّوح القدس يُرشدك من خلال الكتاب المقدَّس ولا تتصرَّف بطريقة تتعارض مع الخطة الإلهيَّة.

دعونا نحلِّل، بطريقة واسعة، ما قاله إشعياء في هذا الاصحاح. ووفقًا لقولِ النَّبي، فإنَّ الصَّوم الذي اختاره الله يمثل لحظة السَّيطرة على القوَّة الشَّريرة وتحرير المظلوم (اقرأ الآية 6). هذا هو العملُ الرئيسي الذي يريدُ الربُّ أن يتمِّمه اليومَ. إنَّه يرغب في تحرير الضَّالين من الأرواح النَّجِسة التي تبقيهم أسرى الخطايا التي ستقودهم إلى الهلاك الأبديّ.

ليس علينا أن نلبّي رغبات الإنسان؛ ولكن يجب أن نذهبَ وننقلَ الأخبار السَّارة إلى كلِّ البَشر. أمرٌ جيّد أن نذكرَ أنَّ يسوع كان مطيعًا في كلِّ شيء، لقد أطاعَ حتى الموت موتَ الصَّليب. وبعد أن هزم المسيحُ الشَّيطان وأخذ السُّلطة التي سرَقها من الإنسان، قام من الموتِ وأمرَ تلاميذه أن يذهبوا إلى جميع أنحاء العالم للتبشير بالإنجيل لكلِّ الخليقة (مرقس15:16).

كلُّ الذين يطيعون الربَّ لا يمكن أن يفعلوا مشيئتهم الخاصَّة أو ما قاله غيرُهم. يَحسنُ تقاسم الخبزِ مع الجياع، واستقبال الفقراء في منازلنا، وتغطية العُراة المعرَّضين لقوى الظلام ورعاية المحتاجين. هكذا يضيءُ نورك مثل الفجر ويأتي شفاؤك سريعاً. سوف يمضي برُّك أمامك، ومجد العليِّ سيكون حرسُك الخلفي.

إذا كنت تحترم وصايا الربِّ، ولا تتبع طرقك وكلماتك الخاصَّة، وإرادتك الشَّخصيّة، فسوف يرشدك الله القدير لتحقيق المهمَّة التي أعدَّها لك. وهكذا سيكون لديك الشُّروط المناسبة لتنفيذ نفس الأعمال التي قام بها السَّيد، لتحرير المظلومين وإبطالِ أعمال الأرواح النَّجسة. فالمُطيعون يخدمون بشكلٍ أفضل!

إنَّ الذي يُكرم الآبَ السَّماوي يتمِّم الوصايا. ثمّ تأتي المكافأة فيفرح بالربِّ. الوعدُ للّذي يطيع هو أنَّه سيركب على تلال الأرض المرتفعة ويتغذَّى من ميراث يعقوب. أليس مُجزياً أن نؤمن بالوصايا الإلهيَّة ونتمِّمها؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز