رسالة اليوم

19/12/2016 - الإلتزامُ بوصايَا الله

-

-

وَكَانَ لَمَّا تَشَدَّدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُمْ جَعَلُوا الْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ, وَلَمْ يَطْرُدُوهُمْ طَرْداً.

(يشوع 17: 13)

قَالَ الرَّبُ إلهُ إِسْرائيل، أنَّ شَعبهُ يَجبُ عَليه أن يبيدَ جَميعَ سُكانِ كَنعان. لكِن ظنَّ الإِسْرائيليون أنَهُم يستطيعوا الاِفادةَ مِن الكَنْعانيينَ بِفرضِ الجِزيةِ عَليهم، وهَذا يَبْدو في بِدايتِه طَبيعيّ، ويُمكنُ أن نَظنَّ أنَّه طِيبةُ قَلبٍ، لكِن هذا لمْ يكُنْ ضِمنَ خِطَّةِ الرَّبِ لهُم، ولِذلِكَ فأيّ إتِفاقٍ مَع العَدوّ لنْ يُؤدي إلى النَّجاحِ أبداً.

التَمرُّدْ على الله وعَدمُ طَاعةِ أوامِرهِ حَرفياً يُعرِّضُنَا لمَشاكِل كَبيرةٍ. والإسْتقامةُ تُحَدّدهَا أفَعَالُنا. لِذلِكَ، مَنْ يَسمعُ للوصَايا الإلهية ويَتبعُها، يَعيشُ بِاسْتقامةٍ ويَحصُد البَركات السَّمَاوِيَّةِ، أمَّا منْ لا يَهْتمَّ بِحياةِ الاسْتقامةِ لا يَنالُ إلاّ اللَّعْنات.

لقَدْ أخَطأ شَعبُ الله بعَدمِ تَنفيذهم للأوامِرِ الإلهية، عِندمَا طَلبَ مِنهُم إبَادةَ كُلِّ السَّاكنينَ في الأرْضِ التي سَوف يمتلكونَها. لِذلكَ، مُخالفةُ إسْرائِيل لأوامِرَ الرَّبِ كَلَّفتهُم غَالياً. واليَوم، ذاتُ الشَّيءِ يَحدثُ مَعَ الَّذينَ لا يَتبعُونَ مَشيئةَ الآبِ، لأنَّ الكَلمةَ تُعْلنُ أَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيئَةِ هِيَ المَوْتٌ (رومية 6: 23)، ومِثلاً عَلى ذَلك، منْ يَتزوّجُ بِشخصٍ بَعيدٍ عنْ الرَّبِ، وليْسَ عِضواً فِي جَسدهِ، يُعتَبرُ كَمنْ يَرتكبُ خَطيئةَ عَدمِ الأمَانةِ أو الزِّنَا.

إنَّ المَسِيحي الَّذي يُصادِق البَعيدينَ عنْ الرَّبِ، والضَّائِعين في العَالم، سَيعلمُ فِيما بَعد، أنَّهُ قدْ ارتكبَ خَطأً فَادِحَاً جِدّاً، لأنَّ عَاقبتهُ سَتكونُ وخِيمةٌ. وأخِيراً، مَنْ لا يُحِبُّ الرَّبَ لا يَسْتطيعُ أن يُنفِّذَ أوامِرهُ ؟ فَإن كَان لا يُطيعُ وصَاياهُ، فَمَا الَّذي يَسْتطيعُ أن يَفعلهُ؟ عَدمُ تَنفيذِ وصَايا الآبِ، جَعلَ شَعبَ إسْرائِيل يُواجهُ مَشاكلَ كَبيرة مَع ذَلكَ الشَّعْبَ الَّذي تَركهُ وعَاشَ مَعهُ في أرْضِ المُوعِدْ.

 

الرَّبُ لمْ يَقُل لشَعبهِ اطلُبوا مِن الكَنْعانِيين أن يَدْفَعوا الجِزْيَةَ ، ولكنّهُ قَال " اِطْرُدُوهُمْ مِنْ هُنَاك". وبِمَا أنَّهُم لمْ يُنفِّذوا أوَامرَ الرَّب، وفَرضوا عَليهمْ الجِزْيَةَ مِن أنْفُسِهم. هَكذا أعْطوهُم الحَقَّ بالعَيْشِ في الأرضِ المُقدَّسَةِ مُقابلَ أن يَدفعُوا الجِزْيَةَ.

كُنْ حَكيماً وأطِعْ أوامِرَ الله، لأنَّ مهمَّة إبْليسَ هيَ عَملُ الاتِفاقِيات لإبْعَادِنَا عَن الرَّب. ففي الظَّاهرِ، مَا فَعلهُ شَعبُ الرَّبِ أمَرٌ جَيدٌ. لكِنْ، لو أرادَ الرَّبُ حَقاً، أن يَدفَعَ الكَنْعانِيون الجِزْيَةَ، لكَانَ أمَرَهُم بِذلِك. والعَملُ الصَّحِيح هو تَنفيذُ مَشِيئتهُ، لأنَّ مَنْ لا يُنفِّذُ إرَادتهُ يَقعُ في مِصيدةِ الخَطيئةِ.

فَيجبُ أن نَتنبَّهَ لِكلِّ مَا نَفْعلهُ، لأنَّ البَركة لا نَنالُهَا إلاّ بِإطَاعتِنا لأوامِرَ الرَّبِ. تُخبرنَا الكَلمةُ في سِفر التَثنيةِ الإصْحاحُ 28، أنَّ فِعلَ التَّعدي عَلى وصَايا الرَّبِ أو عَدمُ الإصْغاءِ إليها، هو مَا يُقرِّرُ، هلْ نَنَالُ بَركةً أم لَعْنةً في حَياتِنا. فلاَ تَضِلُّوا ! لأنَّ اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز