رسالة اليوم

26/03/2023 - حَمَامَةٌ رَعْنَاءَ

-

-

وَصَارَ أَفْرَايِمُ كَحَمَامَةٍ رَعْنَاءَ بِلاَ قَلْبٍ. يَدْعُونَ مِصْرَ. يَمْضُونَ إِلَى أَشُّورَ. (هوشع11:7)

إنَّه قرارٌ مروِّعٌ عندما تضلَّ طريقك عن الإرادةِ الإلهيَّة، لأنَّك حينئذٍ ستقع حتماً في براثن المُهلك. لا يوجد حيادٌ في العالم الرُّوحي: إمَّا أن تكون مع الربِّ، أو تحتَ سلطان مملكة الظَّلام. إذا كانت حالتك هي الثَّانية، فمن الأرجح أنَّك تفعل أشياءً يدينها الكتابُ المقدَّس. من يفعل إرادة الشَّيطان يصبح خادماً له حتماً. اقبلْ الرَّحمة!

انقسمَ سبطُ يوسُف إلى قسمين، وبالتَّالي تضاعفتْ بركتَه. حتى مع وجود مثالِ مؤسِّسها، الذي كان خادمًا حقيقيًّا لله، فإنَّ نسلَه لم يقدِّر إيمانَ أسلافهِم، ولم يتمتَّعوا بما أُعطِي لهم. تمَّ استخدامُ اسمِ أفرايم أيضًا لوصفِ الجزء المتمرِّد من إسرائيل. كانوا من بيتِ داود، وكانوا مسلِّحين بالقوس والسِّهام ولكنَّهم هربوا من العدوِّ. فأحزنوا الربَّ.

لا يهمّ ما إن كنتَ تمتلك الأسلحة اللَّازمة؛ قلَّة الفهم الكتابي ستجعلك مِثل حمامةٍ رعناء. كلُّ ما يتعلَّق بالحياة والتَّقوى قد أُعطي لنا بالفِعل، وإذا طلبنا ملكوتَ الله وبرَّه في المقامِ الأوَّل، فسنرى أنَّ أبانا، حقًا، سيمنَحنا جميع الأشياء المُتبقيّة (متى33:6). لن يتخلَّى الربُّ أبدًا عن أولئك الَّذين يثقونَ بهِ.

الشَّخص الذي لا يجتهد لنوالِ الفهم يبقى ابنًا محبوبًا للربِّ؛ ولكن بسبب عدم امتلاكه لمثل هذه الخاصيّة الهامَّة، فإنَّه ينجرف بالخطيئة ويخسر الكثيرَ من الأشياء. قرِّر أن تكون عاملاً مزكَّى يتعامل مع كلمة الحقِّ بشكلٍ حسَن. وعندما يأتي يومُ الشِّدّة وتشعر بأنَّك ضعيفٌ أو غير قادر على المقاومة، فستعود قوَّتك إذا صلَّيتَ بإيمانٍ.

إنَّ الَّذي لا يطلب العليَّ يدعو مِصرَ- رمزُ الخطيئة- وأشُّور، حيث عبادة الأرواح ممارسةٌ شائعة. الآن، الأشرارُ لا يمتلكون الربَّ. ماذا يُمكن للأشخاص "المُتخمين" بالخطيئة أن يفعلوا للَّذين تحرَّروا بالفعل من مملكة الظلام فعلاً؟ ماذا يستطيع عابدُ الأرواح الشِّريرة أن يفعل لإنقاذ أبناء النّور؟ في الواقع، لا يُمكنهم مساعدة أنفسِهم - "الآشوريّون والمِصريون".

تتمتَّع كلٌّ من مِصرَ وأشُّور بالقوَّة فيما يتعلَّق بشؤون البشرِ ومواضيع الشَّر. ولكن ليس لديهم القدرة على المُساعدة عندما تكون المعاناة بسبب مملكة الظَّلام. فقط أولئك الَّذين يخدمون الله لديهم السُّلطان لربط وحلِّ كلِّ ما يَلزم على الأرض وفي السَّماء (متى 16، 19).

يهتمُّ الله بحياتِنا، لذلك يجب أن نضعَ في الاعتبار أنَّنا سنغرق في الأخطاء بعيداً عن إرشادهِ. وهو يريد لنا أن نتمتَّع بغنى مجدِه، وهذا أفضلُ بلا حدودٍ من ثروات البشريَّة. ولكن للأسفِ، ينقادُ الكثيرون بالأشياء الماديّة، وبالتَّالي يخسرون ما يُمكن للقدير أن يفعله لهم.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز