رسالة اليوم

24/03/2023 - الأكثر أهميَّة

-

-

وَدَعَا يَعْبِيصُ إِلهَ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «لَيْتَكَ تُبَارِكُنِي، وَتُوَسِّعُ تُخُومِي، وَتَكُونُ يَدُكَ مَعِي، وَتَحْفَظُنِي مِنَ الشَّرِّ حَتَّى لاَ يُتْعِبُنِي». فَآتَاهُ اللهُ بِمَا سَأَلَ. (أخبار الأيام الأول10:4)

ربَّما يُولد شخصٌ ما في أسرةٍ سيِّئة السُّمعة، أو لعلَّه محتقرًا من قِبل أقاربهِ. ولكن إذا اعتقدَ هذا الشَّخص أنَّ لله هدفًا في حياتِه، فلديه الظُّروف اللَّازمة لإجراءِ تغييرٍ مُذهلٍ. عندما نفهم الإنجيلَ، ندخلُ في شركةٍ مع القوَّة الَّتي خلقت الإنسان والكونَ بأكملِه أيضاً. وهكذا إذا انتبهنا لِما يُخبرنا العليُّ به، سنكون قادرين على تغييرِ تاريخِنا إلى الأبدِ.

لم يكنْ يعبيصُ شخصًا هامًّا، لكنَّه انتبهَ إلى كلمة الربّ ودعا إلهَ إسرائيل. الخطوة الأولى هي أن تستمِعَ إلى صوتِ الربِّ- أن تؤمن بكلمتهِ- وبعد ذلك أن تصرخَ إليه من كلِّ قلبِك. وتجتهد لمعرفة كلِّ ما يمتلكه الآبُ السَّماوي لشعبه، وألَّا تشعر بالعجز أبداً، لأنَّه سيفي بوعودهِ.

لَما كان يعقوبُ أباً للعبرانيين وسلفاً ليسوع، لو قبِلَ الهزيمة التي واجهَها في بطن أمِّه. لقد كان هناك صراعٌ في بطنِ رِفقة، ووُلد عيسو، الطفلُ الأقوى أوَّلاً. وعلى الرُّغم من كونهِ الابن البِكر، لكنَّه فقدَ حقَّه في البكوريَّة، ويعقوبُ الذي مسَك بعقبِ أخيهِ، كما لو أنَّه يقول: "لقد أخذتَ بركتي، لكنِّي سأحلُّ محلَّك". لذلك دُعي اسمُه يعقوب- المُتعقِّب.

آمنَ يعبيصُ عندما فهمَ أنَّ الله يُمكن أن يغيِّر حياتهُ، وكعملاقٍ تصرَّف دونَ خوفٍ، صلَّى بجرأةٍ من أجل تغييرِ حياتِه، لأنَّ القديرَ هو معينهُ. تُمنَح نفسُ الفرصة لجميعِ النَّاس، ولكنَّ الأشخاص الوحيدون الذين يُستجاب لهم، هم الَّذين يلتزمون بفعل مشيئةِ الخالق. كُنْ قوياً وابذل جهدك والله يُكرمك.

لا تقيِّد نفسَك ولا تحدَّ الله عندما تصلِّي لتنالَ بركتك، لأنَّه هو الربُّ. تذكَّر أنَّ لديه كلّ القوَّة في السَّماء وعلى الأرض، وفي نفسِ الوقت، هو ليس ضدَّ نجاحك. أولئك الَّذين يعرفون وعوده يصلِّون بيقينٍ دون خوفٍ، لأنَّه يَسعَدُ لاستجابةِ صلواتِ شعبهِ.

أرادَ يعبيصُ كلَّ ما وعدَ الله به وحصلَ عليه. الوحيُ الإلهي المقدّس الذي عبّر عن هذه القصَّة في العَهد القديم اُظهرَ الكثيرَ من الأشياء. وبنفسِ الطَّريقة، يجب أن تفتحَ قلبك، وتصلِّي إلى الله وتؤمن حتى تحصلَ على كلِّ ما أظهره في الكلمةِ.

عندما أكملَ يسوعُ العهدَ الجديد لنا، سمحَ بتقديم طلباتنا ورغباتنا لتكون جزءًا من هذا العَهد، الَّذي يضمنه دمُ المَسيح كشاهدٍ لتحقيق ما وعدَ بهِ. إنَّ الوعود الواردة في الكتاب المقدَّس هي لكلِّ من يؤمن بها ويطالب بجرأةٍ وثقةٍ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز