رسالة اليوم

16/03/2023 - لا تقمْ بارتكابِ هذه الأخطاء

-

-

اِبْتِدَاءُ الْخِصَامِ إِطْلاَقُ الْمَاءِ، فَقَبْلَ أَنْ تَدْفُقَ الْمُخَاصَمَةُ اتْرُكْهَا (أمثال14:17)

النِّزاع هو موقفُ الحمقى وفقًا للكتاب المقدَّس، لأنَّه حتى لو كان الشَّخص قادرًا على إقناع شخصٍ آخر بالقوَّة أو بالمنطق أنَّه على حقّ، فإنَّ الكبرياء البشري لن يسمحَ له بالاعتراف. فمن الأفضلِ أن تطلبَ الربَّ وأن تطلبَ منه التَّدخل لحلِّ المواقف الصَّعبة. لذلك تجنَّب الجدال بأيِّ ثمنٍ، لأنَّ نهايته لن تكون جيّدة. أفضل شيءٍ تفعله هو السَّماح لروح الله بالعمل.

يجب على أولئك الذين يدخلون في التَّقاضي، سواءً كان صاحبُ العمل أو الموظَّف، أن يعرفوا ما تقوله الكلمة عن عدمِ الأمانة و "الاتّفاقات" التي تُعقد بقصد إيذاء شخصٍ ما. في اليومِ العظيم، سيُعلن هذا الموقف على أسطحِ المنازل (لوقا 12: 3). تُقارن الدَّعوى من حيث المبدأ بانفجار سدٍّ. لذا تخيَّل النِّهاية فقط. لذلك من الجيِّد تجنُّب دينونة الإنسان.

بالتَّأكيد، هناك العديدُ من الأشخاص الَّذين يعيشون تحتَ هجوم العدوِّ ولا يتصوَّرون أنَّه نشأ بسببِ ربح سَعوا للحصول عليه بشكلٍ غير عادلٍ في دعوى عمل. الآن الله لا يُشمخ عليهِ، فكلُّ ما يزرعه الإنسان، إيَّاه يحصد أيضًا (غلاطية6: 7). في عالم الربِّ، عالم الحقّ، كلُّ شيءٍ عارٍ وواضح، وإذا لم نكُن أمناءً، فلن يكون قادرًا على فِعل أيِّ شيءٍ لنا.

تُرشدك الكلمة إلى وقف الخلاف قبلَ فوات الأوان؛ فلماذا الإصرار والتصرُّف كما لو أنَّ ما يقوله الربُّ لا يستحقّ الاعتبار. أولئك الَّذين يصرُّون على المُطالبة بحقوقِهم سيحقِّقون أقلَّ بكثيرٍ من أيّ شخصٍ ترك للقاضي العادل ليحكمَ على قضيّتهم، لأنَّ مكافأته هي 30 و60 و100 ضعفٍ. من الواضح جدًّا أنَّ كلَّ شيءٍ عندَ الله هو أفضل!

لماذا تجلبُ القوى الشَّيطانية ضدَّك وضدَّ عائلتك؟ ستأتي كسدٍّ ينفجر ولا يستطيع أحدٌ إيقافه (أمثال 14:17). إذا أخذكَ أحدٌ إلى المحكمة، فكُنْ صريحًا في ردِّك، فلا يجب أن تكذبَ لأنَّ أبو الكَذِب هو الشَّيطان، وإذا تصرَّفتَ بهذه الطريقة، فستضع نفسَك تحتَ نيره. إنَّه شرِّير في كلِّ ما يفعله وسيكون كذلك عندما يطالبك بشيءٍ لقاء "معروفًا" قدَّمَه لك.

إذا كنتَ قد عانيت نوعًا من الخسَارة، لكنَّك سلَّمتَ قضيَّتك إلى الربّ، فمِن المؤكَّد أنّ مكافأتك ستكون أعظم من المكافأة التي ستنالها في حالِ الحكم على الإنسان. لهذا خدَّام الله لا يُقهرون في المعارك. حتى لو طلبتَ الثَّوبَ منهم، فإنَّهم يعطون لك الرِّداء كلّه. إذا سخَّروهم على السَّير مسافة ميل واحدٍ، فإنَّهم يمشون اثنين من أجلِ الربّ. ثمَّ يُدركون أنَّ القدير يعمل لصالِحهم.

لا تدخل في أيِّ خلافٍ، ولكن ثِقْ في الآب في كلِّ أمورك. وهكذا عندما يأخذ الطّرف الآخر منك كلَّ شيءٍ، سترى أنَّ ما تمَّ إعداده لك أكبر بكثيرٍ من الضَّرر الذي تسبَّب فيه لك. لذلك ابقَ راسخًا مطيعاً لله في كلِّ شيء، العالم بما هو خيرٌ لأبنائِه.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز