رسالة اليوم

15/03/2023 - الأشياءُ الشِّريرة التي تحدثُ لك

-

-

مَنْ يُجَازِي عَنْ خَيْرٍ بِشَرّ لَنْ يَبْرَحَ الشَّرُّ مِنْ بَيْتِهِ. (أمثال13:17)

الذَّبيحة الَّتي قامَ بها يسوعُ على صليبِ الجُلجلة من أجلِنا لا يُمكن قياسها أو فهمها. عندما أخلى نفسَه من مجدهِ باتِّضاع آخذاً شكلًا بشريًّا، باذلاً نفسه كفديةٍ عن حياتِنا، أمرٌ لا يُمكن أن نفهمَه. فقط بإعلانِ كلمة الله يُمكننا أن نفهمَ هذا العمل وأن نكون ممتنِّين له، وكلُّ ما نقوم به شاكرين لن يكونَ كافياً.

ورغم ذلك قِلَّة من النَّاس يُدركون أنَّهم يعملون الشَّر مقابل الخير الذي تلقَّوه. أنا أشيرُ إلى هؤلاء النَّاس المَوجودين في الكنيسة وأقول إنَّهم خدَّام الربِّ. يصلِّي معظمُ النَّاس دائمًا من أجلِ الازدهار وتحسين حياتِهم وامتلاك المَزيد من الأشياءِ؛ ولكن للأسف، قِلَّة من النَّاس تهتمُّ بمساعدة الإرساليات الَّتي تنقل النُّور الأبدي إلى ملايين الأشخاص الذين يرتكبون التَّعدِّيات والذُّنوب.

الكرازة هي العملُ الذي يمسّ قلب الآب، وبدلاً من إدانة الضَّالين، يجب أن نكرِّس قوَّتنا ومواردنا لنقل الإنجيل إليهم، لأنَّه عملٌ يتطلَّب الكثير من العَمل الجادِّ والمال. وهكذا لن نقابل بالشَّر الخير الذي فعله الربُّ عندما سمحَ لنا أن نؤمنَ بالبشارة. نحن مسؤولون عن الكرازة بالبشارة لكلِّ مخلوقٍ، فهذه هي وصيَّة مخلِّصنا (مرقس ١٥:١٦).

لأنَّنا لا نفعل الخيرَ- نُعطي خبز الحياة- كما ينبغي، فقد حصَدنا الشَّر، وبالتَّالي فإنَّنا نعيش خارجَ المِعيار الكتابيّ. وبالتَّالي يجب على الَّذين لا يُطيعون هذا الأمر الذي أصدرَه السَّيد. توخَّى الحذر، لأنَّه سيأتي اليومُ الذي سيُحاسَبون فيه على ما فعلوه لأجل الضَّالين، وسيكونُ الاعتذار غير مجدي أو طلب الغفران لقاء هذا التصرَّف اللَّامبالي. نحن مدينون لجميع النَّاس في جميع أنحاء الأرض.

إنَّ المسيحيَّ الذي لا يتبع الوصايا، والَّذي يتصرَّف بشكلٍ خاطئ دائمًا ولا يحترم الشَّخص الذي ساعدَه على المجيء إلى المسيح والتخلُّص من مشاكلِه، يلحقُ ضررًا كبيرًا بنفسه وبأهل بيتهِ. عندما يتمّ استجوابهم بسببِ سلوكهم، يقولون إنَّ الشَّخص الذي ساعدهم لم يفعل أكثرَ ممَّا كان يجب أن يفعلَ وأنَّ أيّ شخصٍ آخر كان بإمكانهِ إظهار الحقّ لهم. لكنَّهم نسَوا أن الربَّ هو وليُّ كلِّ شرٍّ.

يرى العديدُ من أبناء الله هذه المواقف وهم يقولون إنَّهم لا يفهمون سببَ تعرُّضهم مع أفراد عائلاتهم للتَّجارب دائمًا، ومهما صلُّوا فإنَّهم لا يتلقَّون الإجابات التي يحتاجون إليها. عندما تصرَّف الملك داود بشكلٍ سيِّئ مع أوريَّا، أخبرَه النَّبيُّ ناثان أنَّ السَّيف لن يبرحَ من بيتهِ أبدًا. في الواقع، رأى الملكُ داود أحدَ أبنائه يسيء إلى ابنتِه، وابنًا آخر يقتلُ أخاه غير الشَّقيق، وهذا الابنُ القاتل يحاولُ الإطاحةِ به (صموئيل الثاني10:12؛ 11:13؛ 10:15).

بكلِّ تأكيدٍ، من المفيدِ جدًّا طاعة الله وعدم التورُّط في الخطيئة. أولئك الذين يعملون الخيرَ لقاء ما حصَلوا عليه يتمتَّعون بحياةٍ هادئة، وستكون نعمة الربِّ عليهم. لماذا البقاء في المنطقة التي يتصرَّف فيها الشَّرير إذا كان بإمكانك الاستمتاع والعيش تحتَ حماية العليّ؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز