رسالة اليوم

14/03/2023 - لاَ تَكُنْ جَاهِلاً.

-

-

لاَ تَكُنْ شِرِّيرًا كَثِيرًا، وَلاَ تَكُنْ جَاهِلاً. لِمَاذَا تَمُوتُ فِي غَيْرِ وَقْتِكَ؟ (جامعة17:7)


هناك أشخاصٌ محاطون بالمشاكلِ دائماً. إذا لم يهاجمهم العدوُّ بشكلٍ مباشر، فهم لا يُدركون ذلك بشكلٍ غير مباشر، قد يستخدم شخصًا ما ليسلبَ سلامهم وبسبب ذلك يواجهون مواقف صعبة دائماً. فبدلاً من الرُّجوع إلى الله وعلى الرُّغم من لمسةِ الرُّوح القدس في قلوبهم، فإنَّهم يبتعدون عن الربّ ويتبعون طرقَ هذا العالم الشِّرير ويقودهم العدوُّ.

يعيشُ الحكيمُ بعيدًا عن التَّشويش، ويتجنَّب التورُّط في المواقف السَّيئة. إنَّهم يتعرَّضون للتَّجربة مثل الآخرين، لكن مخافة الربِّ تمنعهم من اتِّباع اقتراحات روح الخِداع. وما يمنح هؤلاء النَّاس متعةً كبيرة هو الفُرص التي يمكنهم من خلالها إثبات محبَّتهم لله. وهكذا يُظهرون جدارة الثِّقة بالعليِّ دائمًا.

يجب أن يفهم المرءُ أنّ الشَّر لم يأتِ إلى الأرض من أجل لا شيء، بل أرسلَه الشَّيطان لتدمير النُّفوس. تركَ الملايينُ من النَّاس أنفسَهم ينخدعون بأكاذيبِ العدوّ منذ سقوط آدم، وبالتَّالي يسيرون نحو اليأس والموت. من يتألَّم من طرقهم الشِّريرة؟ بالتَّأكيد، الكثيرون. من المُثير للدَّهشة أنَّ الكثير من النَّاس يعتقدون أنَّه من خلال التصرُّف بطريقة خاطئةٍ، فإنَّهم يسبِّبون المُعاناة للربّ. هذا هراءٌ.


من الحكمة تجنُّب الحمقى وسلوكياتهم اللَّاعقلانية، لأنَّ أسوأ الأشياء تحدث عادةً. إذا كنتَ ستختار بين رجلٍ جاهلٍ وآخر يائسٍ، يميلُ إلى التهوُّر لأنَّ أطفاله قد سُرقوا (أمثال12:17)، اختر هذا الشَّخص بدلاً من الذي ليس له عقلٌ سليمٌ. بالنِّهاية أزمة الرَّجل اليائس مؤقَّتة، في حين أنَّ أزمة الأحمق لا رجوعَ عنها عمليًّا. ولكنَّ الأخبار السَّارة هي أنَّ يسوع لديه القوَّة ويريد أن يحرِّر الإنسان من كلِّ ظلمٍ.

الأحمقُ ليس فقط الشَّخص المحروم من عقلهِ السَّليم وحسَن التَّقدير، ولكنَّه أيضًا الشَّخص الذي لا يعترف بالسِّيادة الإلهيَّة التي يُمكن أن تسبِّب له ضررًا أكبر، حتى لو كان شخصًا يتمتَّعُ بشخصيَّةٍ كاريزمية أو لديه دكتوراه كدرجةٍ علميَّة في بعض العلوم. الجزءُ المُحزن هو أن نرى في كثيرٍ من الأحيان، أنَّه قرَّر هؤلاء الأشخاص اتِّباع مثل هذه الطُّرق لأنَّهم يُريدون أن يكونوا مختلفين عن البقيّة. بشرٌ مساكين!

يجب أن تؤخذ التَّحذيراتُ الإلهيَّة على مَحمَل الجدِّ حتى لا نقع في التَّجربة، لأنَّه عندما يتمُّ حلُّ شيءٍ ما في العالم الرُّوحي، سيكون من الصَّعب للغاية عكس هذا الوضع. إذا فحصنا عن كثبٍ، فسنرى أنَّ كلَّ الأشياء السَّيئة التي تحدث لنا، فإنَّما تحدث بسببِ موقف غير صحيحٍ من جانبنا. لهذا السَّبب يجب أن نوجِّه أعمالنا بالكلمة؛ وبالتَّالي نكون قادرين على تغيير طريقنا.

من أسرار العيش الكريم عدم رفض تعليمات العليّ، والثَّبات على ما أوحي إلينا، وأن نكون متاحين لأيِّ إرشادٍ جديدٍ من الرُّوح القدس. انتبِه إلى حقيقة أنَّه يُرشدنا من خلال الكلمة، فلا تحتقر وصاياه، لأنَّ الآبَ الأزليَّ هو حكمتُنا وفهمُنا.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز