رسالة اليوم

06/03/2023 - انتهارٌ مبارك

-

-

اَلانْتِهَارُ يُؤَثِّرُ فِي الْحَكِيمِ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ جَلْدَةٍ فِي الْجَاهِلِ (أمثال10:17)

كُنْ معتدلاً عندَ توبيخ شخصٍ اعتاد السُّلوك بحكمةٍ دائمًا، لأنَّ التَّوبيخ حسَنٌ وهو يؤثِّر بالحكيمِ أكثرَ من مائة جلدةٍ على ظهرِ الجاهل. يأتي التَّصحيحُ الحقيقيُّ مباشرة من عرش الله عندما نكون في الرُّوح. ثمَّ يأتي الاعتراف كمجرَّد شهادة لذلك الشَّخص، عندئذٍ نعلمُ أنَّ الربَّ استخدمنا وقد تمَّ العَمل. له المَجد!
يجب ألّا يستغرقَ التَّوبيخ وقتاً طويلًا أو متكررًا، لأنَّ الصَّالحين الَّذين سقطوا هم حزانى فعلاً بسببِ ما فعلوه وهم بحاجةٍ فقط إلى أن يُقادوا مجدَّداً إلى عرش النِّعمة لينالوا الغفران. لذلك عندما نُستخدَم من قِبل القدير، يجب أن نكون متحدِّثين باسم السَّماء، وليس لدينا أيَّ غرضٍ آخر غير ذلك. وبالتَّالي ليس من الضَّروري الاستمرار في تكرارِ ما تمَّ القيام به، ولكن مَنحُ المُسامحة للمذنِب فقط.
من الصَّواب توبيخ الذي يستمعُ إلى الشَّيطان. ولكن ليتمَّ هذا العملُ بالرُّوح القدس، حِفاظًا على إيمان ومحبَّة هذا الشَّخص للربِّ وللآخرين. احرص على عدم المُبالغة! الغرضُ من التَّوبيخ هو إعادة المخطئ إلى الشَّركة. ابقَ متيقِّظًا لئلَّا تُدخِل مفهومًا خاصَّاً بك في ذهنِ ذلك الشَّخص الذي سقط، ولكن فقط من كلمة الله التي هي الدَّواء الحقيقي.
لا تدع أيَّ شعورٍ بالشُّموخِ الرُّوحي يتغلَّب عليك عندما تذهب وتتحدَّث إلى الشَّخص الذي كان على خطأ. إنَّ سماحك بالانجراف من خلال القداسة الزَّائفة يُمكن أن يسبِّب ندوبًا قد لا تزول أبدًا. لا تبتعِد عن المكتوب أبداً، لأنَّ الكتاب المقدَّس ليس لا يفشل فحَسب، بل هو دليلنا الآمِن في كلِّ الأمور الأخرى. احترام الرُّوح القدس هو إتِّباع تعليماته حسَب الكلمة.
تذكر أنَّ الخالقَ هو الوحيدُ الذي يُمكنه معاقبة كلَّ عصيان، ولكن لديه أيضاً مهمَّة الخلاص. كان يسوعُ واضحًا عندما قال إنَّه لا ينبغي لنا أن نَدين أحداً، لئلَّا نُدان. الآن الأخ الذي سقطَ صار عبداً غريباً. والربُّ وحده يستطيع إدانته أو تبرئتَه. أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ (متى7: 5؛ لوقا42:6). كما قالَ الربُّ، إنَّ الذي يفعلُ هذا هو المرائي.
من ناحيةٍ أخرى، يَقبلُ كلَّ حكيم توبيخ أيّ أخٍ في المَسيح، لأنَّه يُظهِر روحًا متواضعة، كما يُظهر استعدادَه أيضاً لتغيير سلوكهِ حتى لا يُخطئ مرَّة أخرى. في كثيرٍ من الأحيانِ، تكون الكلمة البسيطة التي ينطقُ بها شخصٌ ما من الله، أو حتى من قِبَل شخصٍ ليس لديه الكثير من المُحاكمة السَّليمة، كافية بالفعل لذلك الشَّخص لقبولها على أنَّها لمسةٌ إلهيَّة. حدثَ هذا لداود في حالة شمعي في بيت شاول (صموئيل الثاني 16: 6-7).
والدَّرسُ الذي يبقى أنَّ الاحمقَ يجب أن يتعلَّمَ من الحكيم، لأنَّه يعاني أكثر من مائة جلدةٍ مقارنة بالعبد الفَطِن. وحتى لو تعرَّض لسوءِ المُعاملة القاسية، فإنَّ الشَّخص الأحمق لا يستعيد فِطنته. يجب أن ندرك أنَّ هذه التَّعليمات معطاة للاستخدام حتى نتمكَّن من تصحيحِ أنفسِنا والتَّعامل معها بطريقةٍ مختلفةٍ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز