رسالة اليوم

17/12/2016 - هل ارتكبتَ الإثمَ؟

-

-

وَالْمَرْأَةُ كَانَتْ مُتَسَرْبِلَةً بِأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ، وَمُتَحَلِّيَةً بِذَهَبٍ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ وَلُؤْلُؤٍ، وَمَعَهَا كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِهَا مَمْلُوَّةٌ رَجَاسَاتٍ وَنَجَاسَاتِ زِنَاهَا، ( رؤيا 17: 4).

يَعيشُ البَعْضُ اليَومَ في الخَطيئةِ، أولئِكَ الَّذينَ يَجتهدونَ للحُصولِ على المَلابسِ الفَاخرةِ وَالتَحلّي بِالمجوهراتِ الثَمينةِ. يا لهُ مِن تَناقضٍ كَبيرٍ! "مَلابسُ مَصنوعةً بإتقانٍ تَتعارض مَع نَجَاسَاتِ الخَطيئة". نَحنُ لا نَنْتقد الَّذينَ يَهتمّونَ بِمظهرِهِم، فخُدّامَ الرَّبِ يُمكنهُم أيضاً أن يَعْتنوا بِمظهَرهِم. ولكنْ، لا يجبُ أن يَجْعلَوا مِنهُ زِينةً لِحَياتِهم، لأنَّ زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، هو الَّذي يُظهرُ خَادمَ الله الحَقيقي.

فَالَّذي يَخضَعُ للخَطيئةِ، هو مَنْ يَجتهدُ لهَا، كَسعْيهِ لِشراءِ بِيتٍ جَميلٍ، أو سَيارةٍ فَخمةٍ ومَلابَس غَريبةٍ. ليْسَ هُناكَ أيّ خطأ في اِمتلاكِ هَذهِ الأشياءِ واِستعمَالهَا، إلاّ أنَّهُ مِنَ الأفضلِ لخَادمِ الرَّبِ أن يَكونَ في سَلامٍ معهُ، ولا يَهتمَّ إلا بَالوجودِ في مَحضرهِ، دُونَ أنْ يفعلَ شَيئاً يُسيءُ إليهِ.

فَنجدُ مَثلاً الرَّجُل المُتزوجَ عِندمَا يُريدُ رُوحُ الخِيانةِ تجربتهُ، نَجدهُ يَسعىَ للظُهورِ كَشابٍّ. ويَبدأ بإسْتعمالِ المَلابسِ الخَاصّةِ بالشَّبابِ ويَتظاهرُ بَالأناقةِ أمَام النِّساءِ. أمَّا المَرأة، عِندمَا تَحصَلُ عَلى الطَلاقِ وتَرغبُ بالزَواجِ مِن جَديدٍ، تُغيّر تَسريحةَ شَعرِهَا فَوراً، كَعلامةٍ بَأنَّهَا مُستعدةٌ لِقبولِ عِلاقةٍ جَديدةٍ. بِلا شَكٍّ، الشَّيْطانُ هو مَنْ يَقومُ بِدورِ المُعلّمِ هُنا، ليَقودَهُم إلى الخَطيئةِ، فَيقومُ بإغراءِ ضَحاياه بَاسْتعمالِ الأشياءِ الغَاليةِ الثَّمنِ كالمُجوهراتِ أو المَلابِسِ الفَاخِرةِ. وبِوجودِ هَذهِ الزِينةِ، ورُوحِ عَدمِ الوَفاءِ يَجدُ الشَّخصُ نَفسهُ قد وقَعَ في فَخِ الشَيطانِ.

 

ليْسَ هُناكَ أيُّ شَيءٍ رَديءٍ في اِقتناءِ المُمتلكَاتِ. لأنَّ الشَّخصَ الَّذي يَلبَسُ ثِياباً بَسيطةً ولا يَسْتعملُ الزِّينةَ قَدْ يَكونُ قَلبهُ خَاضِعاً لرُّوح ِالخَطيئةِ أيضاً. ليْسَت الزِّينةُ هي مَن يَجعلُ أحَداً يُخطئُ، بَل الَّذينَ يَرتكبونَ الخَطايَا يَستعمِلونَها عَادةً. ومَا يَجعلُ خَادِمَ الرَّبِ يَظْهرُ هو الوَدَاعةُ والهُدوءُ ومَحبةُ الجَميعِ. أخِيراً، فَإِذاً حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ (غلاطية 6: 10). إذاً، إحتَرز مِن هَجماتِ الشَّيطانِ، لأنَّهُ مَاهرٌ في نَصبِ الفِخاخِ لنَا. لَقدْ وَقعَ بَعضُ خُدامِ الرَّبِ القدِسينَ فِي هَذهِ الفِخاخ الشَّيْطانيةِ. فَاهُرب مِنهَا ! ولا تَدع نَفسكَ تَنقادُ بِروحِ الخَطيئةِ، لأنَّهُ غَمْرٌ يُنَادِي غَمْراً عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ (مزمور 42: 7). وبمَعنى أنَّهُ إذا غُلِبتَ منَ الخطيئةٍ، هَذا سَيفتحُ الأبْوابَ للشَّيْطانِ ليُدْخِل شُركاءَهُ أيضاً، الَّذينَ سَيجعلونَ مِنكَ شَخصاً حَزيناً وفَاشلاً.

أمَّا إذا كَانَ قَلبُكَ طَاهراً ومَملوءاً مِن حَضرةِ الرَّبِ الإله فَهُناكَ يَكونُ فَرحٌ وسَلامٌ، فَهذهِ الشَّرِكةُ مَع الآبِ هِي عَلامةٌ بِأنّكَ فِي الطَّريقِ الصَّحيحِ. لِذلكَ، إن كُنتَ تَشعرُ أنّكَ لسْتَ فيهِ، فادخُل فَوراً وصَّلِّ.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز