رسالة اليوم

26/02/2023 - مكانة مميَّزة

-

-

فِي قَلْبِ الْفَهِيمِ تَسْتَقِرُّ الْحِكْمَةُ، وَمَا فِي دَاخِلِ الْجُهَّالِ يُعْرَفُ (أمثال33:14)

لا يهمَّ إذا كنتَ تنتمي إلى عائلةٍ ليست ميسورة الحالِ مالياً. لأنك إذا كنت تطلب حضورَ الله في حياتك، فستحصلُ على الحكمةِ والفِطنةِ، وهكذا ستُحدث تغييراً كاملاً في الحياة، تاركاً البؤس وراءك لتتمتَّع بالوِفرة. تُعلنُ الكلمة أنَّ أبناء الظُّلمة- أولئك الذين هم تحتَ سُلطان الشِّرير- هم أكثر حكمةً من أبناء الله (لوقا 16: 8)، الذين هم تحت سلطانٍ سماويّ!
ومع ذلك، فإنَّ الخادمَ الفَطِن يعرفُ كيف يطيعُ لمساتِ الرُّوح القدس. عندما يحدثُ هذا، فهو يعلمُ أنَّه قد تمَّ تحذيره ولا يتحمَّل أيَّ التزامٍ بشيء خارج عن الخطَّة الإلهيَّة. بالإضافة إلى عدم الوقوع في فخِّ العدوِّ، فإنَّه سيَحكم على الشَّخص الذي يتصرَّف بطريقةٍ غير لائقة. الآن، يوجِّهنا العليُّ أن نتصرَّف بكرامةٍ، ممَّا يعني أنَّنا يجب ألَّا نقبل أكاذيب الخصمِ أبداً، الذي يُريد تدميرنا بأيِّ ثمنٍ.
نجدُ في الكتاب المقدَّس عباراتٍ كثيرة للربّ تقولُ إنَّ الَّذين هم خدَّامه حقًّا سيَحصلون على نعمةٍ إلهيَّة إذا تصرَّفوا على هذا النَّحو. أمَّا الَّذين يقولون إنَّهم خدَّام، لكنَّهم يفعلون إرادتهم، بالتَّأكيد، لا يعرفون الموقف الذي سيتعيَّن عليهم اتِّخاذه قبلَ الفُرص والمِحَن. في كثيرٍ من الأحيان، يسمحُ الله لشيءٍ سيِّء أن يهدِّدنا حتى ندخل في المعركة ونهزم هذا الشَّر.
ينالُ العديدُ من المسيحيين خِزياً لأنَّهم لا يشغلون مكانتَهم في ملكوت السَّماوات. على القدِّيسين أن يفهموا أنَّهم جُعِلوا أبناء وبنات الله، أعضاءٌ في جسَد المَسيح، ولهذا السَّبب، لا يُمكنهم الهروب من أيِّ معركة ولا يُمكنهم الاستسلام للخوفِ أو لأعمالِ الشَّيطان الأخرى. الشَّخص الَّذي لا يتصرَّف كعضوٍ في العائلة المالكة لا يتمتَّع بالامتلاء الإلهيّ.
كُنْ خادماً حكيماً وإذا كانت هذه الفضيلة مازالت غير موجودة في حياتك، صلِّ إلى الربِّ كي يتوِّجك بها. وبالتَّالي ستكون من الَّذين سيَحصلون على الميراث. قرارُك أن تكون حكيمًا أم لا هو مُلكٌ لكَ، لأنَّ الربَّ لن يُجبرك على فِعلِ شيءٍ. أولئك الَّذين يكتسبِون الفِطنة ويستفيدون منها يصبحون فرحَهُ.
سيأتي وقتك عندما تقرِّر أن تخدمَ الله بفطنة وحكمةٍ. أولئك الَّذين لا يهتمُّون بالطَّريقة التي يؤدُّون بها عملَ الله لن يَحصلوا على أكثر ممَّا أعطيَ لهم بالفِعل. فلأنَّهم احتقروا ذلك ولم يتوبوا، فلن يُنظَر إليهم على أنَّهم أبناءٌ. ولكن بمجرَّد أن تتمسَّك بالبنوَّة وتستمتِع بها، ستدرك أنَّ هذا هو ما كان مفقودًا في حياتك.
الخلاصُ ليس قصَّة خياليَّة، ولكنَّه حقيقة لا جِدال فيها. لم يأتِ لخداع أحدٍ، بل لإخراج الجميع من الوهم ونقلِهم إلى ملكوتِ الإيمان والأعمال العجيبة ومجدِ الربِّ. أولئك الذين يسيرون مع الله لا يفشلون أبدًا في المعارك، لأنَّه سيَمضي أمامَهم حتى يتمَّ تحقيق النَّصر الكاملِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز