رسالة اليوم

21/02/2023 - متاعبٌ معَ كُلِّ ضِيق

-

-

فَأُفْنِيَتْ أُمَّةٌ بِأُمَّةٍ وَمَدِينَةٌ بِمَدِينَةٍ، لأَنَّ اللهَ أَزْعَجَهُمْ بِكُلِّ ضِيق. (أخبار الأيام الثاني6:15)

لا شيءَ أسوأَ من الابتعادِ عن الله لدرجةِ أنَّ الله نفسَه يُحاصِرك بالشَّدائد. بدلاً من العيشِ بطريقةٍ هادئة، هناك أشخاصٌ يقولون إنَّهم لا يهتمُّون بالأشياءِ السَّيئة التي يُمكن أن تحدثَ لهم. ورغمَ ذلك عندما تسوءُ الأمورُ، يتوصَّل الكثيرُ من النَّاس إلى استنتاجٍ مفاده أنَّ الأمرَ لا يستحقُّ العيشَ بَعد. الآن، إذا أصبحتْ الحياةُ عِبئًا، فلماذا لا نطلب الربَّ حسَب الكلمة، نسلكُ في شركةٍ معه، وهكذا نختبر أيامًا رائعة؟

إنَّ القليلَ من الصَّمت الإلهي يجعلنا نشعرُ بالاضطرابِ، أمَّا وجوده كخصمٍ لنا فهذا يعني أنَّه لن يحدثَ أيُّ شيءٍ آخر بشكلٍ صحيحٍ في حياتِنا. لا تسقط أبدًا في فخِّ العدوّ المتمثِّل في عدم القلقِ إذا كان الله حاضراً في حياتك أو لم يَكنْ. لا يمكن بدونهِ لأحدٍ أن يصمدَ أمامَ العواصفِ القادمة. أفضلُ شيءٍ هو أن تكون خارج منطقة عملِ الشَّيطان وداخل إرادة الآب الصَّالحة والكاملة والمَرضيَّة.

إنَّ إزعاج شخصٍ ما من خلالِ الاضطرابات هو أحدُ الإجراءات الاستثنائيَّة التي يتَّخذها العليُّ لتحذير النَّاس من الخطرِ الذي يمرُّون به، ومع ذلك فهو يمنحَهم الوسائلَ ليخرجوا من الخطأ، ومن الوحدة والرِّغبة في العيشِ بحسبِ الشِّرير. ويلٌ للَّذين هم ليسوا تحتَ الحمايةِ الإلهيَّة، لأنَّهم بكلّ تأكيدٍ سيختبرون كراهيّة الشَّيطان وقدرته على السَّرقة والقتل والتَّدميرِ.

عندما يكون الشَّخص بعيداً عن نعمةِ الله، فإنَّ الطريقة التي يعيش بها تكون مكشوفة، حتى لو كان في الكنيسة دائماً. أمرٌ لا يُصدَّق! كثيرٌ من النَّاس يبتعدون عن الربّ ولا يرون أيَّةَ مشكلة في العيشِ في الخطيئة وينسونَ أنَّ كلَّ الأشياء مؤقتة في هذا العالم والهلاك الأبديُّ أمرٌ حتميٌّ لا رجوع فيه. أولئك الذين لا يُمانعون المكانَ الذي سيقضون الأبدية فيه، هم مدنَّسون بالفِعل، تمامًا كما حدث لحوَّاء عندما أغوِيَت في عدنٍ.

عندما تسوءُ كلُّ الأشياء، يكون الوقتُ قد حانَ للعودة إلى الله القدير طالبًا عطيَّة الغفران، لأنَّ الكلمة تُعلن أنَّه لا توجد لعنةٌ بلا سببٍ (أمثال 26: 2). في حالة أيّوب، كان هناك سببٌ، لذلك سمحَ للشَّيطان أن يلمِسه. كذلك اليوم، يُمكنه فقط أن يلمِسَ أولئكَ الَّذين في قبضتِه بسبب الخطأ الذي يفعلوه. قال يسوعُ للرَّجل المشلول في يوحنا 5 ألَّا يُخطئ مرَّة أخرى، حتى لا يحدث له شيءٌ أسوأ.

عندما تكونُ في شركةٍ مع الله، تستمتِعُ بحياة سعيدةٍ وممتعةٍ ولائقة. الذي يحبُّ يسوع هو ودودٌ وسعيدٌ ومنتصرٌ. أمَّا الذين يَتبعون طوائفهم الكنسيَّة، فهم متعصّبون ومتشدِّدون وثرثارون أيضًا. أولئك الَّذين وضَعوا إيمانهم بيسوع لا يُمانعون في التعرُّض للأذى والسُّخرية، لأنَّهم يفهمون أنَّ كلَّ هذا جزءٌ من آلام المَسيحِ.

إنَّ إتِّباع وصايا الربِّ أمرٌ يُسعدنا ويخلِّصنا من الضِّيق في كلِّ محنةٍ. سيختبرُ المتمرِّد الغضبَ الإلهيَّ، وليس محبَّة الآب. ماذا تقول؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز