رسالة اليوم

20/02/2023 - لَمْ يَكُنْ أَمَانٌ بل اضْطِرَابَاتٍ كَثِيرَةً

-

-

وَفِي تِلْكَ الأَزْمَانِ لَمْ يَكُنْ أَمَانٌ لِلْخَارِجِ وَلاَ لِلدَّاخِلِ، لأَنَّ اضْطِرَابَاتٍ كَثِيرَةً كَانَتْ عَلَى كُلِّ سُكَّانِ الأَرَاضِي. (أخبار الأيام الثاني5:15)

كانت أوقاتٌ عصيبةٌ عندما حكمَ آسَا في يهوذا، لأنَّ الملوكَ السَّابقين لم يعطوا الكلمة الاهتمامَ الواجبَ، ولهذا السَّبب أخطأت الأمَّة كلّها. ما لم تخشى دولةٌ ما أو عائلةٌ أو أيِّ مجموعةٍ أخرى من النَّاس الربَّ، فسيكون لها ذاتُ النَّتيجة التي حصلَ عليها الإسرائيليُّون أيَّام عِصيانهم. الكرازةُ بالإنجيل تقود النَّاس إلى السَّماء وتجعلهم يَنعمون بالسَّلامِ أيضاً وهم على الأرض هنا.

سلسلةٌ من المواقفِ الخاطئة أعطتْ الشَّيطان "الحقَّ" في التَّدخل في شعب الله، وبذلك تمَّتْ أعمالُ الجَحيم ولم يكن لأحدٍ سلطةَ منعِها. قالَ يسوعُ أنَّنا مِلحُ الأرضِ (متى13:5)، ولكن إذا سمَحنا لأنفسِنا بأن نؤخذ بالخديعة، فلن نتمكَّنَ من إحداثِ فرقٍ خلالَ وقتٍ قصيرٍ، ثمَّ أكثر الأشياء المؤلمة ستحدثُ أمامَ أعينِنا مباشرةً.

أولئك الَّذين تركوا يهوذا واجهوا الاضطرابَ، والَّذين دَخلوا أصِيبوا بالرّهبة من تصرُّفات النَّاس الَّذين قادتهم الشَّياطين. وبالمِثل، يحدثُ هذا في أيَّامنا هذه أيضًا، والمُثيرُ للدَّهشة أنَّ الأشخاص الذين كان من المفترض أن يُحافظوا على السَّلام، يأملون ألَّا يزداد الوضعُ سوءًا، لأنَّهم فقدوا الأملَ في أن يكون هناك تحسُّن فِعليّ. ومع ذلك يُمكن لأبناءِ وبناتِ الله الحقيقيين أن يَضعوا قوَّته موضعِ التَّنفيذ لإحداثِ فرقٍ.

يعاني الجميعُ عندما لا يهابَ القادةُ الله. من الضَّروري أن نكرز بالحقِّ لجميعِ النَّاس، لكن علينا أن نكونَ قدوةً. لا يُمكننا السَّماح للأكاذيب بالانتشار وإخفاء الحقيقة وإخضاع النَّاس لكلِّ أنواع الإذلال. نحنُ بحاجة إلى القوَّة كي نجعل السَّلام يسودَ، ونقود الضَّالين إلى الخلاص، وبالتّالي نخلِّص المظلومين من شياطين المخدَّرات والخِداع والدَّعارة.

إنَّ الطّريقة التي يتصرَّف بها الشَّيطان هي نفسها منذ أن خدعَ آدمَ وحوَّاءَ. فهو يجعلُ الإنسانَ لا يرى أيَّ قيمةٍ على الإطلاق في الآخرين، لكنَّه، نعم، يجعل الشَّخص يعتبر الآخرين كأدواتٍ لاستخدامهم ثمَّ التَّخلُّص منهم لاحقًا. الإنجيلُ يُنقذ كرامة النَّاس. يشفي أمراضَ الجسَد والرُّوح ويجلبُ السَّلام للقلوب المُضطربة. لدينا في أيدينا العلاجَ الذي يُنهي المعاناة. ولكن من الضَّروري أن نكرزَ بالكتاب المقدَّس، وليس بعقيدتنا.

سيُصبح العالمُ أسوأ إذا لم يرجع المسيحيُّون إلى الكلمة وإذا لم يطلبوا الربَّ ليمتلئوا من الرُّوح القدس، وبالتالي يشهدوا بالحقّ. أولئك الذين يُكتِّفون أذرعَهم ولا يفعلون شيئًا يُصبحون أخوةً للمُهلك، أمَّا الَّذين يحبُّون الله، فيتحوَّلون إلى نموذجٍ يُحتذى بهِ في المُجتمعِ.

كلُّ شخصٍ يُولد ثانيةً يجعلُ البلدَ مكانًا أفضلَ، لأنَّه مكتوبٌ في الكتابِ المقدَّس: طُوبَى لِلأُمَّةِ الَّتِي الرَّبُّ إِلهُهَا (مزمور12:33). لذلك لا تتوقَّف حتى لو تغيَّرَ الملايين، لأنَّ الَّذين وُلِدوا من جديدٍ يحتاجون إلى تعلُّم السَّير بشكلٍ لائقٍ وِفقًا لإنجيلِ المَسيحِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز