رسالة اليوم

16/12/2016 - كيفَ يعمَل تلامِيذك؟

-

-

لأَنَّنَا الآنَ نَعِيشُ إِنْ ثَبَتُّمْ أَنْتُمْ فِي الرَّبِّ. (1 تَسَالُونِيكِي 3: 8).

يَفرحُ الآبَاء الرُّوحيّون فَرحاً عَظيماً جِداً بِنجاحِ أبنائِهم في المَسيح؛ إلاَّ أنَّ الحُزنَ يَعْترينا مِثل الفَرحِ تَماماً عِندمَا نَراهُم يَرجعونَ إلى الوَراءِ. لقدْ قَالَ بُولسُ عندما يسمعُ أخبارَ أَهْلِ تَسَالُونِيكِي أنَهُ يَعِيشُ، أي أنَّ حَياتهُ تَرتبطُ بِثباتِهم في المَسيحِ،. أهمَّ أمرٍ هَو أن نَثبُت فَي الرّبِ. وسَنرى مُكافأتِنا في الثّمارِ المستمرّةِ التي نَجْنيها، فمِنْ أجلِ هَذا دُعينَا للرَّبِ يَسوع.

قَاد بُولسَ الرَّسُول الكثيرَ مِن الأشَخاصِ للمَسِيح، وكانوا يُقدِّرونَهُ جِداً. شعرَ الرَّسُولُ بالسَّعادةِ والفَرحِ أو عَلى حَدِّ تَعبيرهِ بَالحياةِ، لأنَّهُ عَلمَ أن التَسالونِيكيينَ ثَابتينَ في الرَّبِ. وهَذا السُّرور يَغمرُ قَلبَ كُلِّ مَنْ يَعملُ عَملَ الرَّبِ حَقاً. فَالسَّعادةُ بِالنسبةِ لهذا الشَّخص، مُستقلةٌ عَنْ الأشياءِ التي يُواجِهُها أو يَتألّمُ مِنها، لأنَّ أهمَّ شيءٍ هو تَمجيدُ الرَّبِ، اِمتدادُ مَلكوتهُ.

إنَّ أكثرَ مَا يُسعِدُنا كخُدامٍ للرَّبِ القَديرِ هُو رؤيةُ أبْنائِنا يَنْمونَ رُوحِياً في الرَّبِ. والمُحْزنُ لنَا هُو أن نَراهُم يَعيشونَ فِي الخَطيةِ. وليْسَ هُناكَ شَيءٌ يَجلِبُ غَضبَ الله وسُخْطَهِ أكثر مِن رُؤيتهِ للمُؤمن وهو يَعيشُ بِعدمِ أمَانةٍ مَعهُ، كَمثلِ أن يَعودَ لإدمَانِ المُخدِّرات أو العِلاقات الغَير شَريفة، وغَيرهَا مِن الأشَياءِ التي تُحزنُ قَلبَ الرَّبِ. لأنَّ المَدعوّينَ مِن الرَّبِ يُتمِّمونَ العَملَ عِندمَا يُلاحِظونَ أنَّ الَّذينَ نَالوا الخَلاصَ بِواسِطتهِم يَعيشونَ باسْتِقامةٍ.

بلَا شكٍّ، نَجاحُ أيِّ تَلميذٍ هو نَجاحٌ للمُعلّمِ نَفسهُ. فَعندمَا عَلمَ بُولسُ بَالأخبارِ التي أحَضرهَا لهُ تِيمُوثاوس تَقوَّى. نَحنُ أيضاً نُحبُّ أن يُخبرَنا أبْناؤنَا الرُّوحِيّين بِمَشاعرهِم في الإيمانِ بِيسوع. فَنحنُ نَتأثَّرُ أيضاً بِذلك، وهَذه الأخبارُ تَصنعُ مَعَنا فَرقاً عَظيماً.

وتَبقى كَلمةُ الرَّسُولِ، إِنْ ثَبَتُّمْ أَنْتُمْ فِي الرَّبِّ. البَاقي زَائلٌ ولهُ مَفعولٌ مُؤقّتْ. لكِنْ، إن كُنتُم ثابَتينَ فَي الإيْمانِ فَهذا يُساعِدُ كَذلكَ الآخَرينَ أن يَثبتوا. وهَذا يُحقِّقُ مشَيئةَ الرَّبِ بالكَاملِ. قَال يَسوعُ أنَّهُ اِختَارنَا وعَيَّننَا، وهو لمْ يَفعل هَذا لِكي "نَمْشي بِبُطىءٍ"، بل ليَكونَ لنَا ثَمرٌ بَاستِمرار. وقَدْ تَكلَّمَ المُعلِّمُ أيضاً عَنْ المُكافأةِ: أنَّ الآبَ سَوفَ يُعْطينَا كُلّ مَا نَطلبهُ مِنهُ.

فَافتقِد كُلَّ الَّذين قَبِلوا الخَلّاصَ بِواسِطتكَ، واِنَتقلوا لِملكوتِ ابْنِ مَحَبتهِ، وبِناءً عَلى هَذا سَوفَ تَعرف إن كُنتَ قَدْ سَاعَدتهُم ليكُونوا ثَابتِينَ في الإيمَانِ أم لا.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز