وَلكِنْ لَمَّا رَجَعُوا عِنْدَمَا تَضَايَقُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ وَطَلَبُوهُ وُجِدَ لَهُمْ (أخبار الأيام الثاني4:15)

ابتعدَ إسرائيلُ عن الله في كثيرٍ من الأحيانِ، وبالنَّتيجة جاءت جميعُ أنواع الضِّيقات تلقائيًا بين هؤلاء النَّاس. يحدث هذا لأيٍّ من أبناءِ الله، فعندما يبتعدُ المؤمنُ عن الربِّ، فإنَّ العدوَّ يقوم بأعمالِه في حياتِه وفي حياة أقاربِه. وهكذا تفقد رسالةُ الله مِصداقيَّتها من قِبل النَّاس الآخرين. وعندما يتمُّ تبشيرهم سيقولون إنَّهم يعرفون الكثيرَ من المسيحيين المليئين بمشاكلِ الحياةِ.

الشَّيطان يستغلُّ الثَّغرات ليقوم بعملهِ الشَّائن. بغضِّ النَّظر عن مدى صراخِ النَّاس إلى العليِّ، إذا لم يتحوَّلوا عن طرقهم الشِّريرة وإذا لم يطلبوا الله، فسوف يظلّون قابعين في الظُّلمة. والخطأ يُبعِد المُخالف عن الله القدير. ولكي يعودوا إلى الشَّركة الإلهيَّة، عليهم أن يتوبوا ويُغيِّروا اتِّجاه حياتهِم، لأنَّه بدون التَّوبة لا يوجد مغفرة للخطايا (لوقا47:24).

تمامًا كما يحدثُ لكثيرٍ من النَّاس اليوم، لا يُثير أمَّة إسرائيل سوى حقيقة أنَّه كان عليهم أن يفعلوا شيئًا ما لكي يعملَ الربُّ لصالحِهم عندما يكونوا مُتعبين. الإثمُ يُبعد الله عن حياة الذي يرتكبَه. إذا لم يتغيَّر الخاطئُ، فسيكون هو والربُّ بعيدين عن بعضهِما أكثرَ فأكثر. بالطَّبع يُبكِّت الرُّوح القدس الشَّخصَ على خطاياه، ولكن للأسف، لا يتَّخذ جميعُ النَّاس الموقف الصَّحيح لإعادة النَّظر في أفعالِهم. وهكذا يظلّون متَّجهين نحوَ الهلاكِ.

قلَّة قليلة من النَّاس يفهمون أنَّ أخطائهم تسمحُ للعدوِّ بقمعِهم، وإلى جانب عدم القيام بأيِّ شيءٍ للتَّخلُّص من الأسرِ الشَّيطاني، لأنَّهم لا يعرفون ما يُمكن أن يفعله الإيمانُ بيسوع لهم، فهم يستمرُّون في الخطيئة مقدِّمين حياتهم إلى المُهلِك. ولكن عندما يستمعون إلى كلمة الله القويَّة كلُّ هذا يتغيَّر. عندما يؤمنون بالمَسيح، فإنَّهم يفتحون الطريق أمامَ الربِّ ليخلِّصهم من المُعاناة ويمنحهم الحياة الأبديَّة.

قد يسألُ شخصٌ ما عن أفضلِ طريقةٍ للتَّغيير. الجوابُ بسيطٌ: بمجرَّد أن يلمِسَ روحُ الله قلبَك. ولكن بسبب التَّعاليم الخاطئة، لن يقبلَ الكثيرون الهبة الإلهيَّة وبالتَّالي يستمرُّون تحتَ قوَّة الشِّرير. يتذكَّر بعضُ النَّاس أن يطلبوا الله عندما يتألَّمون فقط. وإذا لم يحدثْ شيءٌ في المرَّة الأولى التي يصلُّون فيها، فإنَّهم يتخلَّون عن الصَّلاة ويقولون إنَّ الإيمان شيءٌ معقَّدٌ.

أولئك الذين يُخضعِون حياتَهم لله ويعيشون حياتهم وفقًا للمبادئ المقدَّسة، لأنَّهم يفهمون حاجتهم إلى طلبِ الربِّ. ولكن لا يكفي مجرَّدُ "التَّحوُّل"- رفعُ اليَدِ وتكرار الصَّلاة التي يقولها المسيحيُّون. من الضَّروري طلبُ العليّ. التَّخلُّص من مملكة الظلام هو نتيجة معركةٍ يتعلَّمُ فيها الشَّخص المقيّد كيف يُجاهد.

اتبَع خطوات بني إسرائيل في الآية التي تبدأ هذه الرِّسالة بها. التفِتْ إلى الربِّ واطلبه من كلِّ قلبِك، لأنَّك ستجده بالتَّأكيد. إنَّه بقربك في هذه اللَّحظة. آمِنْ!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز