رسالة اليوم

18/02/2023 - الحضورُ الإلهي في ظلِّ هذه الظُّروف

-

-

فَخَرَجَ لِلِقَاءِ آسَا وَقَالَ لَهُ: «اسْمَعُوا لِي يَا آسَا وَجَمِيعَ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ. الرَّبُّ مَعَكُمْ مَا كُنْتُمْ مَعَهُ، وَإِنْ طَلَبْتُمُوهُ يُوجَدْ لَكُمْ، وَإِنْ تَرَكْتُمُوهُ يَتْرُكْكُمْ (أخبار الأيام الثاني2:15).

علِمَ الملكُ آسا أنَّه يجب أن يسيرَ مع الله ليكونَ الله معه بعد أن مرَّ في تجربةٍ عظيمةٍ. ذات الشَّيء يحدثُ لنا، لأنَّنا إن سلكنا مع الربّ سيَبقى معنا، يَحمينا ويَنصرنا. ولكان قد هُزِم آسا بالتَّأكيد لو لم يتذكَّر الربَّ ويصرخ إليه من كلِّ قلبِه، من خلال صلاةٍ حكيمةٍ جدًّا برفقة شعبهِ، وكانَ اضطهادُ العدوِّ سيقضي على يهوذا.

اتَّسَمت حياةُ هذا الملك بالارتفاع والانخفاضِ. لكن هذا ليس جيّدًا لأيّ شخص. في البداية اجتهدَ إلى السَّير في طُرِق داود. ولكن لاحقاً، عندما سارتْ الأمورُ على ما يُرام، سمحَ للجانب الإنساني أن يأخذ حيِّزاً في حياتِه وقرَّر إنشاء حماية لئلَّا يجدَ العدوُّ شعبَ الله. الآن، عاشت الأرض بسلامٍ لمدَّة 10 سنوات، وهذا لم يحدث بالصُّدفة. لكِن لماذا قرَّرَ آسا أن يتصرَّفَ بالجسَد؟

فمنذ بدءِ حكمِه كان يخافُ الله. ولكن عندما سمحَ للخوفِ أن يدخلَ إلى قلبهِ، بدأ يهيئ نفسَه للحربِ. وبدلاً من أن يتذكَّر حماية الربِّ، قرَّر أن يفعلَ شيئًا لئلَّا يضربه العدوُّ. لم يأخذ آسا في الاعتبار الضَّرر الذي كان يُلحِقه بشعبهِ. في كثير من الأحيانِ، نتصرَّف بنفس الطريقة تمامًا. كان يجبُ أن يعود إلى الربِّ ويصرخ طلباً لرحمتِه. أليس هذا ما يجب علينا فِعله؟

لم يُعطِ اللهُ أبناءَه روح الخوف، بل روح القوَّة والمحبَّة والنُّصح (2 تي 1: 7). لهذا لم يكن ينبغي للملك آسا أن يقبلَ هذا الشُّعور السَّيء بالخوف أن يدخلَ إلى قلبِه. وبالمثل يجب ألَّا نقبلَ أيَّ شعور بالضَّعف، ولا نخافَ من العدوِّ، ولا نقبل تهديدًا حقيقيًّا أو وهميًّا. لدينا المسحَة من العليِّ ولن تتخلَّى عنَّا أبدًا. وهي تعطينا النَّصر!

لم يخفْ النبيّ عندما تحدَّث إلى ملك قومِه، لكنَّه أخبرَه بما أمرَ به. هذا يُعلِّمنا أن ننقلَ الرِّسالة إلى الشَّخص الذي أرسَلنا الله إليه. إذا لم نفعلْ ذلك، فسنكون مسؤولين عن خطأ هذا الشَّخص. لا يُمكن للخدَّام أبدًا أن يفعلوا ما يرغبون في فعلهِ، لكن عليهم أن يفعلوا ما أُمِروا به. إذا كان هناك ثمنٌ علينا أن ندفعَه لخدمةِ الربِّ، فعلينا أن ندفعهُ.

إنَّ رسالة النَّبي تخدمُ كلَّ الذين يخدمون الربَّ، لأنَّ وجود الله في حياتك يعتمدُ على موقِفك. إذا قمنا بعملِ الله بلا مبالاةٍ، فلن نحقِّقَ شيئاً. الشَّيء الصَّحيح الذي يجب فِعله هو تحقيقُ ما تعلنه الكلمة. وبالتَّالي، لن تتعثَّرَ أبداً.

أولئك الّذين يتخلَّون عن الله ينفصلون عنه. لذلك حتى لو كنتَ في ضيقٍ، فلا تفتح فمَك لتتكلَّم بما لا ينبغي عليك أن تقولَه، وإذا كنتَ لا تفهم ما يَجري، فابقَ راسخًا وثابتًا في الإيمان.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز