رسالة اليوم

16/02/2023 - ممَّن نخاف؟

-

-

وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ (متى28:10)

أمرٌ ضروريٌّ أوَّلاً لكي تُشفى أن تدفَعك مخافةُ الله واحترام كلمته إلى أن تُزيل كلَّ تلوُّث من قلبِك. عندما تقترب من الربِّ يجب أن تطهِّر نفسك من الأفكار السَّيئة والموت والزِّنا والدَّعارة وشهادات الزُّور والتَّجديف. وإلَّا فإنَّ هذه الشُّرور ستضعك تحت قيادة العدوِّ، والذي سيكون له الحرِّية في فِعل ما يشاء من أجل تدمير حياتك.

بعد شفاء الرَّجل المفلوج بالقرب من بركة بيتِ حسدا، وعندما قابله يسوعُ في الهيكل، قال له أن يذهب ولا يكذب فيما بعد. الآن، الشَّخص الذي يرتكب أيَّ خطأ ويُخفي نفسه يخطئ تمامًا مثل الشَّخص الذي يكذب بشأن ما فَعله. لا يستطيع الخاطئ تبرير الخطأ والبقاء في محضر الله، لأنَّ الذين يعترفون ويبتعدون عن هذه الطرق الشِّريرة هم الَّذين ينالون الرَّحمة فقط (2 أخ14:7).

أولئك الذين لا يمرُّون بعملية التّوبة- يشعرون بالذَّنب بسبب الخطيئة، ولا يعترفون بما فعلوه ويتخلَّون عن روح الخطأ الذي تسبَّب بوقوعهم في التَّجربة- يحصلون على سيادة الشَّيطان على حياتهم بالنَّتيجة. عندما يُصِرُّ الشَّخص على الكذب، حتى لو استمرَّ في دعوة المخلِّص قائلاً: يا ربّ يا ربّ، فلن ينال بركة إلهيَّة. عندما يقع المرءُ في معصية، ينفصل عن الله، وإذا لم يتُبْ ويعود إليه، فسيكون مصيره حزينًا.

كان السَّيد واضحًا جدًّا عندما قال إنَّه يستجيب لصلواتنا إذا كنّا فيه وهو فينا (يوحنا 15: 7). كيف يُمكن لشخصٍ أن يكون في المسيح، إذا كان لديه الشَّجاعة للتَّصرف بعكس الكلمة، وبعد أن أكلَ، "مسَحَ" فمَه، وأنكر ارتكاب مثل هذه الخطيئة؟ يُثبت هذا الفِعل أنَّ روح الدَّعارة تهيمن على هذا الشَّخص. أولئك الذين ينتمون إلى الله، حتى لو آذوا أنفسَهم، فهم لا ينكرون الحقيقة، أمَّا الذين يخفون خطأهم، هم بالتأكيد ليسوا في المسيح.

إنَّ مخافة الربّ تزيدنا أياماً، وقلَّة مخافته تقصِّر سنينَ عمرِنا. الشَّخص الذي يتستَّر على معصيتِه لن ينجح أبدًا، ولكِن الذين يعترفون بها ويتخلَّون عنها يختبرون رحمة الربّ (أمثال13:28). لذلك يجب على الذين كانت لديهم الشجاعة على فعل الخطيئة أن يصلّوا ويمتلِكوا الشَّجاعة للاعتراف بها. عندما يطيعون الشَّيطان، فإنَّهم يصبحون خدّامًا له، والشِّرير سيفعل كلَّ ما في وسعهِ حتى لا يُصلح الخاطئ وضعه مع الشَّخص الذي أساء إليه، لئلَّا ينالَ الغفران.

عندما يرتكب أحدُ أبناء الله خطأً ما، فإنَّه يتبع آلهة أخرى، وهذا أمرٌ مكروهٌ أمام عيني الربّ. إنَّ العالم مليء بالشَّياطين التي تسيطر على النَّاس، والَّذين يخضعون لإغراءاتهم يقعون في المَعصية. الطريقة الوحيدة للتخلص من هذا هي اتباع طريق التَّقديس. لا يهم الثَّمن الذي يجب دفعه للخروج من تحت سيادة الشَّيطان؛ اخرج الآن، لأنّ الأمرَ يستحقّ العيش حرَّاً تمامًا!

ستنتصرُ في معركة التَّقديس عندما لا تخشى من الَّذين يقتلون الجسَد، لانَّ الرُّوح لا يستطيعون أن يمسّوها. والَّذين يخفون ذنوبهم لا يخافون الربّ ولا يهتمُّون بأمر قضاء الأبدية في جهنَّم.

كُنْ حكيماً، لأنَّه من الأفضل أن تخجل لنحو نصف ساعة من أن تُدان للأبد. قرَّرَ الابنُ الضَّال أن يقوم ويرجع إلى والدِه ويعترف بالحقيقة. وماذا عنك؟ قرارك سوف يحدِّدُ مستقبلك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز