رسالة اليوم

09/02/2023 - القرارُ الذي يُرضي الله

-

-

فَدَعَوْا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا: «هَلْ تَذْهَبِينَ مَعَ هذَا الرَّجُلِ؟» فَقَالَتْ: «أَذْهَبُ». (تكوين58:24)

يتوقع الربُّ أن يكون أولاده على استعدادٍ لاتِّباع تعليماته. وهكذا يعلِّمهم مسبقًا المقترحات التي ستُعرض عليهم. الله لديه خطّة لعملِه؛ لذلك فهو لا يحتاج لخطتِنا الخاصّة. وهو لا يستريح أبداً ممَّا يسمح لنا بقيادة عملِه بأيّ طريقة أو القيام بما نعتقد أنّه الأفضل. على العكسِ من ذلك، لديه التَّوجيه الصَّحيح ليقدمه لنا في جميع الأوقاتِ.

كان قرارُ إبراهيم بإرسال خادِمه إلى أقاربه مستوحى من العليِّ. وبالمثل، عندما يخبرك بشيء من خلال الكلمة، يجب عليك حالاً اتِّخاذ جميع التَّرتيبات اللّازمة للقيام بذلك تمامًا كما قِيل لك. لا يُسَرّ الربُّ بالتأكيد عندما لا تستجيب لأوامرِه، لأنَّ خِططهُ هي أسمى ممَّا تعتقد.

يجب أن يكون الشَّخص الذي يخدم الله مستعدًّا لاحترام وإنجاز الإرساليّة الإلهيّة. يتمُّ توجيه القادة من قِبل العليّ لاتِّخاذ قراراتٍ معيَّنة، وأولئك الذين يخضعون للأوامر الإلهيّة يجب أن يقولوا آمين ويسيروا لتحقيق مهمَّتهم. أولئك الذين يتمرَّدون على وصايا الله يُصبحون خدَّامًا للعدوِّ، ويساعدونه في عملهِ الشَّائن المتمثّل في القتل والسَّرقة والتَّدمير (يوحنا 10: 10 أ).

يعلمُ الربُّ ماذا يفعل في مجالِ العمل البشري أو الرُّوحي؛ لهذا السَّبب، عندما تكون موجَّهًا لتنفيذ أمرٍ يبدو أنَّه أحمقاً، لا تقل لا أبدًا، لأنَّ ذلك ضروريٌّ له ليستخدمك ويضع قوَّته موضع التَّنفيذ. من الجيِّد أن نتذكَّر أنَّ الله يحترم الثَّقافة البشريَّة، ولا يُجبر أحداً على تحقيق إرادته، ولكن إذا لم يتمّ ذلك، فستكون الخسارة هائلة.

بالتَّأكيد لن تحدثَ العديد من الإخفاقات والمُعاناة، إذا كان أولئك الذين يخدمون الربَّ على استعدادٍ لطاعته. ولكن لأنَّهم اتَّصفوا بالعنادِ، يصبح الإنسان مسؤولاً عن الخسائر التي سيواجه نتائجها إلى الأبد. أولئك الذين يخضعون للتَّوجيهات الآتية من السَّماء سيقدِّرون البركات التي سيتمتَّعون بها هنا وفي الحياة الأبدية أيضًا.

عندما تتلقَّى توجيهًا من شخصٍ يستخدمه الله حقًا، حتى لو بدا مستحيلًا أو صعبًا، فضع نفسَك على استعدادٍ لتحقيقه. وعَدَ العليُّ بأن الرُّوح القدس سوف يعلِّمنا كلَّ شيء. لذا ابقَ متيقِّظًا لِما سيُعطى لك؛ وبالتَّالي لن يكون لديك شكٌّ إذا كانت هذه إرادة الله أم لا. لذلك قلْ نعم عندما تستنتج أنَّها آتية منه.

الربُّ يعمل في كِلا الطرفين. بهذه الطريقة، احترم أوامره وافعل ما قِيل لك. شعَرَتْ رفقة أن هذه الكلمات صادرة عن الله، وعندما سُئلت عن قرارها، لم تتردَّد في قول نعم. لكن لو كانت خدعة، لكانت قد اكتشفتها ورفضت الذهاب بالتّأكيد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز