لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ. (متى19:15)

عندما يقولُ الخالقُ إنَّ قلب الإنسان فاسدٌ، فهوَ يبيِّنُ لنا حالةَ الإنسان بعدَ أن أخطأ آدم. وما دُمنا على هذا النَّحو، يجب أن نكون حذرين للغاية مع القريبين منَّا، لأنَّه عند أقل توقّع، يُمكن أن نندهش من المواقف السَّيئة لهؤلاء الأشخاص. وبالتَّالي ستصيبُنا الصَّدمة، وربما لن تَبطُلَ أبدًا.

عندما يُكشَف عمَّا يُمكن أن يخرجَ من قلوبنا، يعلِّمنا الربُّ الطريقة الصَّحيحة حتى لا نتلوَّث بالخطيئة التي تطرق بابَنا. الشَّخص الذي يرفض التَّحذير الذي قدَّمه الصَّديق، الذي هو ألصقُ من الأخ، سيكون بالتَّأكيد عرضة للكثير من خيبات الأمل في هذه الحياة وفي الأبديَّة. لذلك كُنْ حكيماً وابقَ متيقظًا، لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ (بطرس الأولى8:5).

انتبه لأولئك الذين لم يولدوا ثانية- فهم لا يمتلكون مسحة الرُّوح القدس- يميلون إلى أن يستخدمهم الشَّيطان ولديهم مواقف سيِّئة ويمارسون أكثر الأعمال انحرافًا. يُعلنُ الكتابُ المقدَّس، بكلمات أخرى، أنَّه لا يمكننا الوثوق بالشَّخص المُجاور لنا (إرميا 17: 5). عندما يتحدَّث عن هذا، فهو لا يريد الله أن يُصاب أحدٌ بجنون العظمة، لكنَّه يريد أن يرشدنا حتى نتجنَّب الصُّعوبات بسبب الافتقار إلى الحِكمة.

لا يحذِّرنا العليمُ دون سببٍ. هدفه هو منعنا من السُّقوط في التَّجربة. الغريب أنَّه يُمكن أن تكون فينا أفكار شرِّيرة- قتل وفجور جنسي، سرقات وشهادات زور وافتراءات. هذا ما نحنُ عليه، وفي كثير من الأحيان ندينُ الأشخاص الآخرين الذين يفعلون ذاتَ الشَّيء. عندما نمتلك بعضَ هذه "العيوب"، فإنَّنا نُدرج أنفسنا ضِمنَ الذين يتعدَّون.

توجد أمثلة كتابية حيث ترك رجال الله أنفسَهم ينخدعون بالشَّر في قلوبهم وارتكبوا النَّجاسة التي تسبَّبت في معاناة كبيرة لهم ولعملِ الله ولشعبهم. لذلك تعال أمام قدمي الربِّ، وفي كلِّ مرَّة يخطر ببالك أحدُ هذه المشاعر، قُمْ بتوبيخه على الفور. لا تفقد سعادتك الأبديَّة لأيّ سببٍ من الأسباب؛ جاهِد من أجل المرور عبر الباب الضَّيق.

لذا عزيزي القارئ، ابقَ متيقِّظًا، لأنَّ الشَّيطان يريد أن يأخذك بعيدًا عن الخلاص، وعلى الأقل يريد أن يسلبك إكليل البرِّ الخاصّ بك، الذي سيُعطى للشَّخص الذي يثابر حتى النِّهاية. إذا لم تكن متيقظًا، فسوف يزول مجدك، وسيشمل بحراً من الوحل النَّتن اسمك واسم زوجتك إلى الأبد. الآن هو أفضل وقتٍ لك لتصحيح الأمور مع الله والحصول على البركات الرّائعة التي أعدَّها لك.
سنقدِّم حساباً عن جميع أعمالِنا. لا يهمّ كم تقول إنك تحبُّ الآب، لأنَّ الطريقة التي تعيش بها تثبت مقدار محبَّتك بالفعل. اهربْ من كلِّ تجربة، وإذا لزمَ الأمرُ، افعل مثل يوسُف المِصري. ترك عباءته وركضَ ولم يفكر إذا كان سيشعر بالبرد أم لا. لا تفكِّر في تكلفة عيشِ حياةٍ كريمةٍ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز