إِنْ كُنْتُ لَسْتُ رَسُولاً إِلَى آخَرِينَ فَإِنَّمَا أَنَا إِلَيْكُمْ رَسُولٌ لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ خَتْمُ رِسَالَتِي فِي الرَّبِّ. (1 كورنثوس 9: 2)

يَجبُ على خُدامِ الرَّبِ أن يَتركوا عَلامةً على خِدمَتهم حَيثُمَا يَذهبوا، حَتى لو لمْ يَكُنْ لهُ قِيمة عِندَ الآخَرين، وكُلُّ مَنْ يُساعدهُ سُوفَ يَكونُ شَاهِداً بِأنَ الآبَ اسْتَخدمهُ، لِذلكَ، كُلّ الَّذينَ سَاعَدْنَاهُم بِشيءٍ، هُم عَلامةٌ عَلى أنَّ الرَّبَ قَالَ أو فَعلَ شَيئاً مِنْ أجْلِهم بِواسِطتنا. أمَا الَّذينَ لا يَفْعلونَ شَيئاً للرَّبِ الإله، سَوفَ يَتفاجَؤونَ في اليَومِ الأخِيرِ، لأنَّهُ، كَمثالِ العَشرِ وزْناتٍ يَكونُ، كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ، وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ(متى 25: 14- 30).

عِندمَا يُعمّدنَا الرَّبُ بَالرُّوحِ القُدس، يُجهزُنا بَالقدرةِ لِكي نَقومَ بِأعَمَالِهِ. لِذلكَ، لا يَجِبُ أن نَكونَ ضُعفاءَ ولا عَديمي الإيمَان. وسَنُنْجزُ المُهمَّةَ التَّي أعَطاهَا لنَا، إنْ صِرنا شُجعَاناً وآمَنَا بِكلِمتِهِ لنَا. أمَّا إن لمْ نَثِق بالقُدرةِ الَّتي أعَطاهَا لنَا، فإنَنا بِذلِك نَفَعلُ شرَّاً عَظِيماً، ونحرمُ الَّذينَ هُم بِحَاجةٍ لأنْ نُباركُهُم بَالقُدرةِ الَّتي وضَعَهَا الرَّبُ فِينَا، بالإضافةِ إلى ذَلكَ نَحنُ أيضاً لنْ نَحصلَ عَلى البَركَةِ، لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ (لوقا 6: 38).

فَمِنَ السَّهلِ أنْ نَقتنعَ بِأنَّ الرَّبَ القديرَ يَسْتَخدِمُنا، إنّمَا أيْنَ هو البُرهَان؟ كَمْ عَددُ الأشَخَاصِ الَّذين يُمْكنهُم القَولَ بِأننَا سَاعَدْناهُم حَقاً؟ فَالرَّبُ مَنَحْنا القُدرةَ الَّتي كَانَتْ ليَسُوعَ لنعمل أعَمَال المُعلِّمِ .لأنَّهُ يُريدُ أن تَكونَ لدِينَا القُدرةَ على شِفاءِ وخِلاصِ المُعَذّبينْ.

يَحكي المَثلُ قِصَّةَ العَبْدِ الَّذِي أَعَطَاهُ سَيْدهُ وَزْنَةً، وأمَرهُ أَنْ يَضَعَ فِضَّتِه عِنْدَ الصَّيَارِفَة، وعِنْدَ مَجِيئِهِ يأخُذُ الَّذِي له مَعَ الأرَبَاحْ. لكِنْ، لأنَّه عَبدٌ شرّيرٌ وكَسلانْ أو بِوحيٍ من الشَّيْطان، لمْ يِفْعل مَا أمَرهُ بهِ سَيْدهُ، وقدْ أثبتَ أيضاً أنهُ كَانَ أمِيناً وردَّ الوَزنةَ بِالكاملِ، ولكِنَّ سَيْدهُ أدَانهُ، لأنَّهُ بَالرُّغْمِ مِن أمَانتِهِ، لمْ يُظهِرَ طَاعتهُ لسِيِّدهِ. وبالنتيجةِ، طُرِحَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ الأبدي وجِميعِ أنْواعِ العَذابْ.

فمنْ يَعيشُ مَكتوفَ الأيدِي، ولا يَتكلَّم عَنْ المَحبةِ الإلَهيةِ، وليْسَ لدِيهِ وقتٌ للرَّبِ، ولا يَقودُ ضَالاً إلى الكَنيسةِ ولا يَفْعلُ مَا أمَرَ يَسوعَ بهِ، لأنَّ الإنْجيلَ يُعلِنُ أنَّهُ منْ يَعلم بِمشيئةِ سَيّْدهِ ولا يُنفّذهَا يَنَالُ أقَصىَ العِقابَ.

كَثيرونَ قدْ لا يَرونَ أيَّةَ قِيمةٍ فِيكَ، لكِنَّ الَّذينَ حَصَلوا عَلى المُساعدةِ مِنكَ، سُوفَ يُبرهِنونَ أنَّ الرَّبَ لمْ يُخطئ عِندمَا دَعَاك لِتكونَ وَارِثاً لهُ. فَيجبُ أن تَتركَ عَلامةَ خِدمَتكَ في كُلِّ مَكانٍ تَذهبُ إليهِ.

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز