رسالة اليوم

03/02/2023 - الوصيَّة رقم واحد

-

-

اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي». (يوحنا21:14)

إنَّ فهمَ الرِّسالة والتَّعاطف معها، والوعد بطاعةِ إرشاداتها، أمرٌ هام، ولكنَّ الأهمّ هو حِفظها وإتمامها. هناك هدفٌ أعظم من طاعة ما أُعلِن لكم وسنعرف ذلك في الأبدية. أولئك الذين يحتقرون كلمة الله سيَهلكون ولن تكون لديهم القدرة على تحمُّل تجارب الحياة ومقاومة الإغراءات التي يقدِّمها الشَّيطان.

تحدَّثَ يسوع عن الابن الذي يستجيب حالاً لأمر أبيهِ بالذَّهاب إلى العملِ. لكن هذا الشَّاب ندمَ لاحقًا أو نسيَ ما التزمَ به ولم يذهب للعملِ (متى 21: 28-32). سيندمُ الكثيرون بعد فوات الأوان بسببِ القرار الذي اتَّخذوه بعد أن أكَّدوا أنَّهم سيفعلون ما أمِروا به. ومع ذلك، فإنَّ مثل هذا الموقف لن يُساعدهم لأنَّهم قد تسبَّبوا في خسارةٍ فادحة بالفعل. فالطاعة أفضل من الذَّبيحة دائماً (1 صم22:15).

إنَّ اقتناء وصاياه وحفظها هو سرُّ الحياة بحسبِ ما قاله يسوعُ في الآية التي ندرسَها. إضافة إلى ذلك، يثبتُ أولئك الذين يتصرَّفون بهذه الطريقة أنَّهم يحبُّون الربَّ ويؤهِّلون أنفسَهم لأعمالٍ أعظم سيسمح لهم الربُّ القيام بها، والتي ستمنحهم بلا شكٍّ ربحًا وسرورًا عظيمين في الحياة الأبديَّة. يحبُّنا العليّ كأبٍ، ويسمح لنا أن نعتزَّ به مدى الحياة (لوقا33:12). لذلك لا تفشل في تحقيق أيٍّ من مبادئ العليِّ.

ستكون هناك مكافأة أبديَّة للَّذين يحبُّون يسوعَ، وهم سيَحصلون على البركات اليومَ أيضاً، لأنَّ الآبَ يحبُّهم. الآن، إذا امتلك شخصٌ ما الحبَّ الإلهي، فسوف يفكِّر العدوُّ مرَّتين قبل محاولة مهاجمة هذا الشَّخص، لأنَّه إذا فعل ذلك، فسوف يواجه الغضبَ السَّماوي فوراً. "لا تمَسّوا مُسحائي"، هذا ما يعلنه الكتابُ المقدَّس (أخبار الأيام الأول22:16). ستُفتح كوى السَّماء لجميع المُطيعين.

هناك العديدُ من الأشخاص الذين يحتاجون إلى فحصِ ما فعلوه بشأن ما تمَّ تكليفهم به. إذا كانوا مهملين، فلن تعملَ محبَّة الآب لصالحهِم. بكلِّ تأكيد، فإنَّ أكبر مأساةٍ يُمكن أن يعاني منها شخصٌ ما هي عدم اختبار محبَّة الله. بالنَّتيجة، لن يفتقر هذا الشَّخص إلى شيءٍ في جميع مجالاتِ الحياة عندما يكونُ مع الله. فلماذا تعيش بدون هذا الحبِّ وبالتالي تصبحُ هدفاً سهلاً لسهام العدوِّ؟

أولئك الَّذين يتبعون الوصايا الإلهيَّة، إلى جانب محبَّتهم لله، سيحبُّهم يسوعُ أيضًا؛ إذن، كلُّ شيء يسير على ما يرام معهم. الآن، ما دام الربُّ قد دفع ثمناً باهظاً ليخلِّصَنا، فيُمكننا أن نكون على يقين من أنه سيفعل أيضاً كلَّ ما هو ضروريٌّ لئلَّا تصدمنا أعمال الشَّيطان. يَمنحنا هذا ضمانًا بأن نعيشَ بعيدًا عن المُعاناة ومُحاطين بالأشياء الجيَّدة.

وعدَ ربُّ الأرباب أن يُظهر نفسَه للَّذين يحبُّونه. لذلك موقفًا بسيطًا من جانِبنا سيمنحنا مستقبلًا رائعًا. لا يوجد شيءٌ أفضل من إتمام وصايا الله، أليس هذا صحيحًا؟ إن كان الأفضل في الحياة لا يكلِّفنا شيئًا، فلماذا لا تدفع هذا الثَّمن: كُنْ حكيمًا في قرارك واستمتِع بأفضلِ ما عندَ الله!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز