رسالة اليوم

02/02/2023 - كم تحبّ الله؟

-

-

كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي (مزمور97:119).

إنَّ تعجُّبَ كاتبِ المزمور هو الذي يَوَدُّ الربُّ أن يَراه في شِفاه كلِّ الَّذين قبِلوا يسوعَ كمُخلِّص. أولئك الذين يحبُّون ناموسَ الله حقًّا- كلُّ وحيٍ في الكتاب المُقدَّس- يعملُ بهذه الطريقة، حتى أولئك الَّذين ضلّوا يتوصَّلون إلى استنتاج مفاده أنَّ العليَّ موجودٌ وصالحٌ، لأنَّهم يرونَه يعملُ في حياة ذلك الشَّخص. لذلك اسعَ إلى خِدمة الآب من كلِّ نفسِك وكلِّ قلبك وكلِّ قوَّتك.

الحقيقة هي أنَّنا نحَبُّ بنفسِ النِّسبة التي نحبُّ الله بها. إضافة إلى ذلك، فالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً». (لوقا 7: 47 ب). أولئك الَّذين يعيشون بِلا مبالاة، ليس لديهم الوقت لفحصِ الكتاب المقدَّس، من أجلِ معرفةِ ما إذا كانوا على الطَّريق الصَّحيح أو قد انحَرفوا، وهذا واضحٌ جدًّا من خلال طريقةِ حياتِهم. عندما تأتي الدَّينونة، يُصبح هؤلاء النَّاس يائسين ويعانون من الخسائر. أسوأ ما يُمكن أن يحدثَ لهم هو عدم امتلاك القوَّة لمواجهة أضعف الشَّياطين.

أولئك الذين يقولون إنَّهم يحبُّون الربَّ لكنَّهم يتصرَّفون بشكلٍ مختلف عمَّا يقوله الكتاب المقدَّس يخدعون أنفسَهم. والذين ينتمون إلى الله يقدِّسون أنفسهم ولا يلتفتون إلى الإغراءات، لأنَّهم يطلبون فيه دائمًا القوَّة التي يحتاجون إليها. عندما يميلون إلى البرودة في الإيمان والغَيرة، فإنَّهم يطلبون الربَّ فوراً كي يحرِّرهم الآبُ ويغفر لهم. لا تنخدع: أولئك الذين يعيشون بعيدًا عن الله لا يسمَحون له بإنقاذهم عندما تأتي الضِّيقة.

الكِذبة لن تسمحَ للذي يبتعد عن الله أن يعولَ نفسَه أمامَ العدوِّ، لأنَّه ليس الأساس. إنَّ المسيحيَّ يخدعُ نفسَه عندما يكذب، لأنَّ العليَّ لن يُصبح أضعفَ من أخطائه، لكنَّ هذا الشَّخص بالتَّأكيد سيفعل. إذا كنتَ قد أخطأتَ، فاستغِلَّ هذه الفرصة واعترِف بما فعلتَه لتتخلَّص من سيادة الشَّياطين العازمة على تدميرِك تمامًا. لن تشاركَ في الحياة الأبديَّة مع يسوع بدون ملابس نظيفة.

إنَّ سرَّ محبَّة الله بشكلٍ كاملٍ، أو قريبٍ من ذلك، هو التَّأمل طِوال الوقت فيما يقوله. من خلال القيام بذلك، أنتَ تصنعُ لنفسِك خيراً هائلاً، لأنَّه يجلب السَّلام إلى قلبِك، والسَّعادة الكاملة والقوَّة للتغلُّب على الشِّرير الذي يأتي إلى حياتِك. يحدثُ العكسُ أيضًا: إذا لم تفكر في الكلمة، فستعيشُ في الظَّلام، وعندما تحتاج إلى القوَّة، سترى أنَّ قوَّتك ليست كافية للقتال والتغلُّب على أقلِّ الإغراءات.

التأمُّل في الكلمة يجلبُ النُّورَ- الفهمَ- ومعه يأتي الإيمانُ والشَّجاعة والقدرة على فِعل الخير. عندما يلفتُ جزءٌ من كلمة الله انتباهك أو يفتحُ فهماً لك، اسعَ لدراستِه؛ وعندما تفعل هذا من كلّ قلبك، سوف تفهم الرِّسالة. سيمنحك الإيمانُ القوَّة لفِعل كلِّ ما يكشفه لك الآبُ. لذلك اطلبها بكلِّ قوَّتك.

إنَّ موقفك قبل التَّجربة يُظهر مدى حبّك للربِّ، لأنَّ أولئك الَّذين يُخفون خطاياهم لا يَملكون أيَّ قوَّة لإجبار العدوِّ على الفرار من حياتهم. لذلك، فكِّر في كلام الله حتى يكون لديك القوَّة لإتمام وصاياه وتنتصر في المعارك. بالنِّهاية أولئك الذين يَقضون وقتًا في التَّفكير فيما قاله الربُّ لهم بالتَّأكيد لا يضيِّعون الوقتَ والموارد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز