رسالة اليوم

14/12/2016 - اثبِت مَحبّتك للرّبّ

-

-

لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ (رومية 13: 8).

 

يَجبُ مُتابعةَ كُلَّ تَعليمٍ مَكتوبٍ في كَلمةِ الرَّبِ. بِمَا فِيه التَعْليم حَولَ الدَّيْن، لأنَّ مَنْ يَفعلُ ذَلِك، يُعلنُ عَدمَ ثِقتهِ وحُبهِ للرَّبِ يَسُوع. فمِنَ المَفروضِ أنَّ كُلَّ مَا نَطلُبهُ يَجبُ أن نَنالهُ بالإيمَان، يَكفي أن نثقَ أنَّ قُدرةَ الرَّبِ العَليِّ تَعملُ دَائماً مِن أجَلِنا. لكِنْ، مَن يَنْحَدرُ إلى مِصْر ليَحِلَ مَشاكلهُ، قَدْ يَجدُ نَفْسهُ في مَشاكِلٍ أصَعبْ. فإبْراهيمُ مَثلاً، نَزلَ إلى مِصر بِسببِ الجُوع الَّذي حَدثَ في إسْرائيل، وبِهَذا كَادَ أن يَفقدَ زَوجتهُ (تكوين 12: 10- 20). فالذي مِنَ الله ولا يلجأ إليهِ من أجل توفير احْتياجَاتهِ، لَكِنَّهُ يَطلبُ المُساعدةَ كَمَا يَفعلُ الإنْسَانُ الطَّبيعي، فِيجتازُ في ضِيقاتٍ، وآلامٍ عَظيمةٍ في الرُّوح، لأنَّ قَوانينَ هذا العَالمَ، سَتجلبُهَا عَليهِ.

لو آمَنَّا بِأنَّ الإنْجيلَ هو كَلمةُ الرَّبِ، فَيجبُ أن نَقبلَ كُلَّ مَا هُو مَكتوبٌ فِيهِ بأنّهُ مَشيئةُ الرَّبِ، والوَصَايا التي أعُطيَت لنَا لِكي نُطِيعهَا. ومَنْ يَتبعُهَا سَينالُ المُكافأةَ، وعِندمَا تُنفّذهَا بِفرحٍ، سَتَكتشف أنَّها ليْسَت عَسِيرة. إلاّ أنَّ العِقابَ مَحفَوظ للّذِينَ يَحْتقِرُوهَا. قدْ يَتراءى الفِعْل بَسيطً جِداً للمَدْيون بِشيءٍ، لكنْ في الحَقيقةِ عِندَما نَفْعلهُ، نُعلنُ أنَّنَا لا نُحبُّ الرَّبَ يَسُوع. ومنْ يَزنِي أو يَسْرق يَفعلُ نَفسَ الشَّيءِ، لأنَّهُ يُخالفُ التَّعْليم الإلهي. وفَقط مَنْ يُحبُّ الرَّبَ، هُو اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَاه وَيَحْفَظُهَا (يوحنا 14: 21).

فَلا يَنبغي أن نَطلبَ أو نمُدَّ أيادِينَا لنَحصُل عَلى اِحتياجَاتنا. وإن كَانَ لدَيْنا مُشكلةٌ مَا، أسَهلُ طَريقةٍ لِحلّهَا هي الإيمَان، فكُلّ الَّذي لا يَأتي بالإيْمانِ هُو خَطيةٌ. إذاً، كُلّ مَنْ يَسْتعملُ وسِيلةً أخرى ليَتخلَّصَ مِنْ تَجربةٍ مَا قدْ يَرتكِبُ ذَنْبَاً.

أعْلنَ المَسِيحُ أنَّه جَاء لِكي ِتَكُونَ لَنا حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَنا حياة أَفْضَلُ. (يوحنا 10: 10). وكَمَا نَعلمُ أنَّهُ لا يَكذبُ. فَيجبُ أن نَطلبَ هَذه الحَياةَ الكَامِلةَ التَّي أعَلنَ عَنْهَا، ونَنْعَمَ بِهَا. يُعلّمُنا الإنْجِيل، أنَنَا نَستطيعُ أنْ نُصمِّمَ عَلى امتِلاكِ كُلِّ مَا هُو لنَا. فَالرَّبُ لمْ يَتخلَّ عنّا أبداً، ولمْ يعْجَز عنْ تُوفيرِ احتِياجَاتِ خُدَامِهِ في المَاضِي، واليَوم هُو نَفْسهُ لمْ يَتغيَّرَ. لذلِك، سَوفَ يَفعلُ كُلَّ مَا يَلزمْ لمَنْ يُصَدِّقْ بالإيمان في كَلِمتهِ، ويَعملُ بِاسم يَسُوع. وفي وسَطِ الاحْتِياجِ، منْ يَضعُ ثِقتهُ فيهِ يَنَالُ المُكافأةَ، كَالصَّيادِ الَّذي يُلقي الصِّنارةَ ويَأخُذَ إِسْتَاراً مِنْ فَمِ َالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً (متى 17: 24- 27).

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز