رسالة اليوم

22/01/2023 - مَشُورَةُ الرَّبِّ هِيَ تَثْبُتُ

-

-

فِي قَلْبِ الإِنْسَانِ أَفْكَارٌ كَثِيرَةٌ، لكِنْ مَشُورَةُ الرَّبِّ هِيَ تَثْبُتُ (أمثال21:19)


إنَّ الرِّغبة في الانتقام والخِداع والاستياء والشَّهوة تظلُّ في قلوبِ الكثير من المَسيحيين بسبب الأشياء التي تحدثَ لهم. السُّؤال هو: هل وجدوا الربَّ يسوع حقّاً؟ لم يكن هذا ما قاله المسيحُ لمجنون كورة الجدريّين الذي تحرَّر من الشَّيطان، الذي أخبرهُ يسوعُ أن يذهبَ إلى أصدقائه ويخبرهم عن الأشياء العظيمة التي فعلَها يسوعُ من أجلهِ (مرقس19:5). هل سوف تطيعُ السَّيد؟
الرِّغبة في الانتقام طبيعيَّة. ولكنها ليستْ من عند الربّ. يقول لنا ألَّا ننتقم لأنفسِنا، بل نترك ذلك للربِّ ليقوم به. الطريقة التي ينتقم الله بها لنا أفضل، لأنَّها لا تعوِّض خسارتنا فحسبْ، بل لن نشعرَ بألم الضَّمير أبداً تجاه ما سيحدث للَّذي أذلَّنا أو خاننا أو أضرَّ بنا. على العكسِ من ذلك، نحن نصلِّي من أجلِ هذا الشَّخص حتى لا يهلكَ.
يتواجد الغشُّ في جميع أعمال العدوِّ، وسيمتلكُ الشَّيطانُ كلَّ من يشترك بهِ حتى إن كان قويّاً. وبالتَّالي ينبغي عليه التَّوبة عاجلاً لئلَّا تمتلكه أرواحٌ الأخرى أسوأ. أولئك الذين يُمارسون الخِداع، أي أنَّهم يتمسَّكون بالشَّيطان ويجعلونه سيِّداً على حياتِهم. الرَّحمة! من الأفضل أن تُعاني من أيِّ شيءٍ، ولا تخضعَ لهذا السيِّد الشِّرير.

أحدُ أسوأ الشَّياطين الموجودة هو الضَّغينة. فهو يرغب أن يجعلَ الشَّخص الذي تعرَّضَ للخيانة يشعرُ بالدَّمار والإذلال والأذى. هذا الشَّخص يستمرُّ في التَّفكير ليلَ نهار فيما حدثَ له، وبالتَّالي يمتلئ بالشَّفقة على ذاته، ثمَّ دون أن يُلاحظ، يستقبل مجموعةً من "رفاق السُّوء" أيضاً. وهكذا تنتهي حياة هذا الشَّخص، لأنَّه دخل في حالة اكتئابٍ لا معنى لها على الإطلاق.
إنَّ أحدَ أعظم شرور عصرنا هو شيطانُ الشَّهوة. لقد استحوذ على حياة الملايين من النَّاس- رجالاً ونساءً، صغاراً وكبارًا، وللأسفِ، حتى بعضَ خدَّام الإنجيل! هم مِثل الملائكة الَّذين لم يحفظوا رياستهم وفَسدوا، لذلك تلطَّخت ثيابهم بالخطيئة أيضاً. أولئك الذين لا يقدِّسون أنفسَهم سيُواجهون الموت الثاني (رؤ 2: 11)، الموت الأبدي.
في النِّهاية، سيطرتْ الإرادة البشريَّة على معظم النَّاس. الآن، إذا دُعينا لأن نكون خدَّامًا، فلا يجب أن نسمحَ لأنفسِنا بأن يقودنا روحُ الخِداع، ولكن يجب أن نظلَّ ثابتين فيما علَّمنا إيَّاه الربُّ. إذا كان هناك شيء يجب علينا مراقبته والحفاظ عليه آمنًا، فهو قلبنا بالتَّأكيد. لأنَّ الشَّخص الذي لم يُقبل في السَّماء لن يخرجَ أبدًا من المكان الذي توجد فيه معاناة أبدية.
لديّ أخبارٌ سارَّة لكم جميعًا على الرُّغم من كلِّ ما كتبته: قد تكونُ هناك نوايا كثيرة في قلوبِكم، جيِّدة أو سيِّئة؛ ولكن إن اتَّكلتَ على الله تقدر أن تفرحَ لانَّ مشورة الربِّ تثبت. لذا ضَع كلَّ النَّوايا الخاطئة معًا وتخلَّص منها مرَّة واحدة وإلى الأبدِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز