فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ أَنْ لَيْسَ عِنْدَكُمْ خُبْزٌ؟ أَلاَ تَشْعُرُونَ بَعْدُ وَلاَ تَفْهَمُونَ؟ أَحَتَّى الآنَ قُلُوبُكُمْ غَلِيظَةٌ؟ (مرقس17:8)

يعرفُ يسوعُ كلَّ ما نتحدَّث عنه، وحتى ما يدور في قلوبِنا. لا تحاول إخفاءَ أيَّ شيءٍ عنه أبداً، بل تواجد أمامَ محضرِه دائماً وأظهِر له طرقك. عندما دُعيتَ، عرفَ الربُّ ضعفَكَ، وكذلك ما كان الشَّيطان يفعله ويخطّط لفعلِه ضدَّك. ولكن لأنَّ العليَّ يحبُّك، فإنَّه يُريد أن يجعلك تفهمَ أنَّ مشكلتك الكبرى هي أن تقديرك ضعيفٌ للكلمة.
ما حدثَ في الآية التي ندرسَها يبيِّن لنا أنَّه يجب علينا ألَّا نفحصَ ما قاله الربُّ بمنطقِ أذهانِنا، لأنَّ ذلك لن يقودَنا إلى الوحي بالتَّأكيد. الآن يتمُّ تمييزُ كلمة الله روحيًّا وليس وِفقًا لتفسيراتِنا الخاصَّة. فالصَّواب أن تأخذ بعينِ الاعتبار كلَّ ما تسمعَه منه وتتأمَّل فيه. إذن يجب أن تفعلَ أو تمتلكَ ما تفهمَه بالرُّوح القدس.
كلُّ المُعجزات المكتوبة في الكتابِ المقدَّس يجب أن تُقبَل كدروسٍ، مِثل تلك التي نراها تحدثُ بيننا. ثمَّ نصلِّي طالبين الفَهم، يجب أن نتأمَّل فيما رأيناه أو شعرنا به قبلَ عملِ الله أو خلاله أو بعدَه. وهكذا سوف نفهم ما يريدُ العليُّ أن يخبرَنا به. كلُّ الَّذين يطلبون يُستجاب لهم؛ لذلك اسأل الربَّ دائماً عن معنى كلِّ شيءٍ.
عندما تفهم الوحيَ، سترى أنَّ الربَّ قد أعدَّكَ لعملٍ ما زِلتَ لم تفهمَه. بالنِّسبة للآب، لا توجد مشكلة لا يستطيع حلَّها أو مرضٍ لا يستطيع شفاءه، لأنَّ لا شيءَ، ولا شيءَ مطلقاً، يستحيلُ عليه. عندما نعرف الحقَّ- إعلان كلمة الله- نتحرَّر من أيِّ قيدٍ. يُعاني شعبُ الله بسبب نقصِ المَعرفة (هوشع 4: 6).
لا يفكِّر القلبُ الغليظُ إلَّا في أمور الحياةِ الماديَّة. بالنِّسبة للبعضِ، من الأفضل أن يعتني بنفسِه، أو يخضعَ لعمليَّة جراحيَّة على الفور، أو يحصل على قرضٍ من البنك، أو يبحث عن طرفٍ آخر لإبرامِ عقدٍ، وألَّا تعظ أولئك الذين يَجهلون معرفة الله. أمَّا الذين يسيرون مع الله فيعرفون أنَّ الإجابة دون توجيهِ الله هي ليستْ بالأمرِ الجيَّد حتماً. بالنِّهاية هم خدَّامٌ للربِّ.
القلبُ الحكيمُ يفرِّح القدير، لأنَّه يتمِّم إرادته. بصفتهِ الخالقِ يهتمُّ برفاهيَّة الجميع. يجبُ على الَّذين يؤمنون بكلمتِه أن يُظهِروا أنَّهم مجهَّزون ومسلَّحون لمحاربةِ حروبِ الربِّ؛ إعطاءَ كلمةِ إيمانٍ لأولئك الَّذين لا حولَ لهم ولا قوَّة.
ستجعلك إرادةُ الله الجميلة والصَّالحة والكاملة منتصرًا في جميع المواقف. هكذا يُريد أن يراكَ، فلا تخضع لأكاذيبِ العدوِّ أبداً. تجنَّبْ خميرَ الفرِّيسيين لئلَّا تنكر دعوةَ الربّ لحياتِك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز