رسالة اليوم

11/01/2023 - رؤية الحَربِ

-

-

وَكَانَ لَمَّا أَطْلَقَ فِرْعَوْنُ الشَّعْبَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَهْدِهِمْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ مَعَ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ، لأَنَّ اللهَ قَالَ: «لِئَلاَّ يَنْدَمَ الشَّعْبُ إِذَا رَأَوْا حَرْبًا وَيَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ» (خروج17:13)

كان انسحابُ الإسرائيليين من مِصر عملاً خطَّط له ونفذَّه الله منذُ آلاف السِّنين، وفقًا لمعرفته المسبقة وقدرته. إنَّه يمثِّل خلاصَنا من مملكة الظَّلام، عندما نتحرَّر من الشَّر. اليوم، كلَّ ما يحتاجه المرءُ هو أن يستمعَ إلى الكرازة بالكلمة ويقبل يسوعَ كمخلِّص حتى ينجو من عبودية الشَّيطان. ومع ذلك فإنَّ آثار هذا الخلاص ستحدث يومًا بعد يومٍ.
كانت الطَّريقة التي استخدمَها الكليّ العِلم لقيادة شعبهِ إلى أرض كنعان، في العالم الطَّبيعي هي الأطول، لكنَّها كانت الطريقة الصَّحيحة، حتى لا يعودَ بنو إسرائيل إلى مِصر بسبب الحربِ. إذا كان هذا يمثِّل طريقنا للخروج من مملكة الجَحيم، فإنَّ اختيار هذا الطريق يساعدنا على فهم سببِ عدم استجابة الله لِما نريده أحيانًا. الجواب هو أنَّه يعلمُ كلّ شيءٍ.
لا يستطيع الشَّيطان أن يقيِّد الشَّخص الذي يستمِع إلى الكلمة، لكنَّه بِلا شكّ، سيفعل كلَّ ما في وِسعه كي يصيبَ الإنسان بالذُّعر من تهديداتِه. عندما توجَّه النَّاس نحوَ البحر الأحمر، جمعَ فِرعون جيشه ولحِق بالإسرائيليين، لأنَّه اعتقد أنَّهم ضلّوا، وبالتَّالي كي يعيدهم كعبيد ليصنعوا حجارته. لكن ما حدث كان هزيمة الملك وجيشه الجبَّار (خروج 14).
كان من المُمكن أن يسلكَ بنو اسرائيل الطَّريق الذي سلكَه الفلسطينيُّون، فيصِلوا إلى كنعان في رحلةٍ عادية خلال 11 يومًا. ولكن كان عليهم أن يُمضوا المزيدَ من الوقت في محضر الله حتى لا يخدعَهم الشَّيطان. وبالمِثل، علينا أن نبقى لفترة زمنية أطول تحت إشراف الرُّوح القدس، حتى لا نيأس أثناء المعارك التي ستواجه رحلتَنا أيضاً.
لا يُمكن أن تُفهم توبة إنسانٍ حال كونِه في ملكوت الله. ولكن كما في تلك الأيَّام، يقرِّر الكثيرُ من الضُّعفاء اليوم العودة إلى الأسر. هناك أناسٌ لا يفكِّرون إلَّا في اللَّحظة الحاليَّة، في الأمور التي تمنحَهم بعض المُتعة، وعندما يتعرَّضون للتَّجربة، يعودون إلى الخطيئة. على الرُّغم من معرفتهِم للمعاناة في سِجن الشَّر، لكنَّ معاناتهم صارت أبديَّة بدلاً من خوض حروب الربِّ.
عندما تندلع معركةُ القداسة، يكون تفكُّك البيت وشيكًا. كثيرٌ من النَّاس لا يفكِّرون مرَّتين ويتَّخذون القرار الخبيث. بالطبع ليس من السَّهل أن تكون تحت سقفٍ واحد مع شخصٍ خائنٍ، أو يستمرُّ في الكذب، وإذا أمكنَ، سيفعل كلَّ شيء مرَّة أخرى. لذلك لا تكفّ عن المشي حتى تصلَ إلى كنعان السّماوية؛ استمرَّ حتى لو كنت تبكي، لأنَّك ستصل حاملاً حزمَك معك (مزمور 126: 6).
إنَّه الربُّ، الذي هو محبَّة وحكيمٌ في كلِّ شيء، هو الَّذي قادهم في الطريق الأطول. ولكن بدلاً من تعلُّم الدُّروس وامتلاك الأرض الجديدة، تذمَّروا ولم يؤمنوا بالله. هذا هو سببُ تجوُّلهم في البرِّية لأكثر من 40 عامًا.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز